ثقافة ومجتمع
20 كانون الثاني 2016, 06:00

التّجديد والتّغيير والإصلاح.. قوّات للمسيحيّة والوطن!

مشهدٌ غير اعتياديّ فاجأ الكبار والصّغار مساء الثّامن عشر من كانون الثّاني 2016، مشهدٌ هزّ السّاحة السّياسيّة وخطف الأنفاس وسحر العيون وقلب الأوراق من جديد. هو مشهدُ مودّة وفرح ولقاء ومصافحات توافقيّة، مشهدٌ توحّدت فيه الآراء والتّطلّعات والأهداف الوطنيّة، مشهدُ ترشيح رئيس "حزب القوّات اللّبنانيّة" سمير جعجع لرئيس "تكتّل التّغيير والإصلاح" ميشال عون.


"إنتَ عَوني أو قوّات؟" سؤال تقليديّ يتسارع بطرحه اللّبنانيّ في أيّ عمليّة تعارف. ولكنّ اليوم، أصبح هذا السّؤال يولّد لدى الجميع الإجابة عينها "أنا مسيحيّ". فبتوافق القوّتين المسيحيّتين الأبرز في السّاحة السّياسيّة والشّعبيّة، وبالرّغم من كلّ التّساؤلات المستغرِبة هذا القرار المفاجئ، تضخّمت الوحدة المسيحيّة وتوحّدت الرّؤية الوطنيّة، وبدأ ضباب الفراغ والتّعطيل يزول تدريجيًّا.
بهذه الخطوة التي سعى إليها الطّرفان، أصبح اللّا معقول معقولًا؛ فمَن كانت الأحقاد حاجبة أنظارهما والماضي الموجع غالقًا أبوابهما أمام التّفاهم، ومن كان السّلاح بالنّسبة لهما سبيلًا أوحدًا لإيصال وجهات النّظر، أصبحا اليوم بالشّكر والقبلات والإمتنان والإحترام والقبول والوفاق يتبادلان الآراء. 
السّياسة بشكل عامّ، والحياة الحزبيّة بشكل خاصّ، هي فنّ الممكن، فتاريخ 18 كانون الثّاني 2016 كان نقطة تحوّل أساسيّة تُظهر بوضوح تغيّر الأحداث السّياسيّة بطريقة غير متوقَّعة ومجدِّدة ومتبدِّلة. فيقول الكتاب المقدّس عن هذا التّغيير اللّامتناهي الذي نشهده في حياتنا: "تحوّلوا بتجدّد عقولكم لتتبيّنوا ما هي مشيئة الله، أي ما هو صالح وما هو مرضيّ وكامل". فبعيدًا عن تأييد البعض ورفض البعض الآخر وإستغراب حلول المبادرة الوفاقيّة هذه، يبقى الأمل بغد أفضل للدّيانة المسيحيّة خصوصًا والمصلحة الوطنيّة عمومًا سيّد الموقف فنبنني مستقبلًا ينتظره الجميع...