دينيّة
05 أيلول 2012, 21:00

البيان الختامي للمؤتمر السنوي التاسع عشر للأمانة العامة للمدارس الكاثوليكية

اختتم المؤتمر السنوي التاسع عشر للأمانة العامة للمدارس الكاثوليكية أعماله اليوم، وكان قد عقد في ثانوية مار الياس للراهبات الأنطونيات – غزير، بعنوان \"التلميذ ضامن القيم\" في رعاية رئيس مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي.

الجلسة الأولى

كاليوم الأوّل افتتحت جلسات اليوم الثاني بصلاة الصّباح، وبترنيمة أداها المرنّم زياد إيماز. وتولّت الأخت كلوديت ديبه إدارة الجلسة الأولى التي كان لرئيس اللجنة الأولمبية اللبنانية أنطوان شارتييه مداخلة فيها تتناول معضلة التربية البدنية وأهميتها في الخيارات التربوية. وشدّد شارتييه على "إلزامية منح مكانة أوسع لهذا البعد التربوي للحفاظ على الصحّة العامة والسلوكيّات وكل ذلك بهدف تحضير التلامذة للمشاركة في الألعاب الأولمبية وحثّهم للسعي إلى بلوغ المراتب العالمية".
بدورها تناولت الأستاذة الجامعية والباحثة الدكتورة كوليت عون موضوع "عيش القيم من أجل تعزيز نظام تربوي متماسك وفعّال". وطرحت في مداخلتها إشكالية تتناول كيفيّة تعزيز تنشئة تلامذتنا على القيم كي يصبحوا ملتزمين، وكيفية دمج القيم الأكاديمية في المناهج وطرائق التدريس. وركّزت عون في الجزء الأول من المداخلة على تعريف القيم الأكاديمية من حرية التفكير، والنزاهة، والبحث عن الحقيقة والتميّز، والتفاعل، والتفكير النقدي، والتحليلي، والنجاح  كما حدّدت القيمة المضافة في حال دمج هذه القيم في المنهج.
وتطرقت في القسم الثاني إلى الفرق بين عملية التعليم التي تتمحور حول المعلّم، وعملية التعلّم  التي تتمحور حول التلامذة. مركّزة على أهمية دمج هذين المفهومين لتصبح عملية التعليم والتعلّم ركيزة أساسية داخل الصف حيث يتفاعل التلامذة مع أساتذتهم. وعدّدت الشروط الأساسية من أجل عملية تعليم وتعلّم ناجحة، مشدّدة على "أهميّة إدراج تعليم القيم ضمن وحدة تربوية متكاملة تدمج التعليم والتعلّم الأكاديمي مع  تعليم وتعلّم القيم.
وتوقفت في القسم الثالث عند صفات المسيح المعلّم والمربّي الذي علّم القيم بطرق تربوية مميّزة  من بينها "الإصغاء وعدم الحكم على الاشخاص وتصنيفهم، ووضع التلامذة أمام إشكاليات ولعب دور الوسيط بين التلميذ و المعرفة، والتركيز على ذوي الحاجات...".
وتحدّث وزير الداخلية السابق زياد بارود عن "موقع القيم الوطنيّة في العملية التربوية" موضحاً أن "منذ ما قبل نشأة الكيان اللّبناني بصيغته الراهنة، شكّلت الإرساليات عبر مدارسها حجر أساس في المبنى الوطني... واستمرّت مدراسنا لا تلقّن علماً وحسب بل وطنية، أو هي تسعى إلى ذلك. تحدّ من اندفاعها خضّات هنا وزبائنية هناك وحرب وتهجير وغياب شبه كامل للدولة الحاضنة، وكيفية تحصين أولادنا بوجه التطرف الأعمى والأحاديّة الإلغائية للآخر؟ كيف نقنعهم، في ظل ما يشاهدون من نسف مبرمج للقيم ورغم استسهال عكسها، بأن مرجعيتهم الفكرية يجب أن تبقى أسمى من حالة طارئة أو صدفة مارقة؟ التمرين صعب، لكنه ضروري. لم تتوان عنه مدارسنا وهي في مرحلة التأسيس، وفي غياب دولة لم تكن نشأت هيكلياًّ بعد. أما اليوم، والهيكل مهترئ وقد أكله صدأ الفساد، فلا خيار لحماة الهيكل بأن يفترشوا محطة انتظار لقطار دولة لن يأتي". 
وأوضح بأن صعوبة إجماع اللبنانيين على أمر "هو نتيجة تنوعهم وثقافتهم وتركيبتهم البنيوية"، مشدداً على أن "قيمة التنوع ضمن الوحدة تأتي في رأس القائمة... وهي تتقاطع مع حرية المعتقد التي قال بها الدستور وجعلها، دون سائر الحريات، تتمتع بصفة الإطلاق... إن قيمة التنوع والتشارك رغم الإختلاف هي تأشيرة دخول إلزامية لكل لبناني إلى حقيقة لبنان. والواقع أن في قيمة التنوع السامية مشروع حلّ لعدم اتفاقنا على منظومة واحدة موحّدة. فإذا نحن أدخلنا مفهوم حسن إدارة الإختلاف والتنوع في عقول وقلوب ونمطيات أولادنا المتعلمين، سهل عليهم أن يقاربوا أية مسألة تعترضهم، محصنين بهذه القاعدة الذهبية. هكذا تصبح المواطنة رديفة لمواطن يختلف مع مواطن آخر في الإنتماء الديني والمناطقي وربما الثقافي، وإنما يلتقيان على القبول المتبادل بهذا الإختلاف، ومن القبول هذا ينطلقان لحياة وطنية مشتركة".
 
ورش العمل
توزّع المشاركون في اليوم الثاني من المؤتمر على 25 حلقة تضمّنت ورش عمل منظمة لإقتراح نشاطات ممكن تطبيقها لتحديد الإمكانات التي توفّرها كل قيمة وفق إشكاليات الواقع. وعرض الأب اندريه ضاهر والأخت عفاف أبو سمرا منظما المؤتمر، التوصيات الأوليّة التي أكّدت على ضرورة التزام المؤسسات التربوية بالقيم وتعاون الأسرة التربوية والمجتمع المدني على تطبيقها من أجل تلميذ وتلميذة يفتشان عن مثال لهما في سعيهما لإيجاد السبل التي تسعفهما في مواجهة التحديات الكثيرة التي تعترضهما. وقرّرت اللجنة المنظّمة، وبعد الإطلاع الكامل على نتائج ورش العمل الـ25 وإعادة صياغة التوصيات الأولية، عقد مؤتمر صحافي للإعلان عن التوصيات النهائية بشقيها النظري والعملي.
كما قدّم الأستاذ جوزف حرب دراسة عن القوانين وانعكاسها على الأقساط المدرسيّة. وعرض الأمين العام السابق للمدارس الكاثوليكية الأب مروان تابت عدداً من التوضيحات والترتيبات المتعلقة بزيارة قداسة البابا بندكتوس السادس عشر إلى لبنان. 
كذلك شكر للأمين العام للمدارس الكاثوليكية الأب بطرس عازار المشاركين في المؤتمر والذين حضروه وبخاصة غبطة البطريرك الراعي على رعايته ومعالي وزير التربية حسّان دياب على مشاركته في أعمال المؤتمر، داعياً المدارس لتنفيذ التوصيات المقدّمة ولإعداد لقاء خاص بتلامذة المدارس لتبادل خبراتهم وانطباعاتهم عن مسيرة القيم التي عاشوها في مؤسساتهم طوال سنة دراسية. وكانت كلمة ختام المؤتمر للأم دانييلا حرّوق  نائبة رئيس اللجنة الأسقفية التي دعت إلى مزيد من التضامن والشفافية والتعاطي التربوي الخلاق والإعداد للمؤتمر السنوي العشرين في الثالث والرابع من أيلول 2013.