البابا فرنسيس: لا للتّذمّر!
ولكن أين نحن من تلك النّصيحة؟ كم من مرّة تذمّرنا وتمرّدنا على الله وعصيناه رافضين بشكل كامل مشيئته؟ كم من مرّة أهنّاه بأفعال شنيعة وأقوال قاسية، فرفضنا عطاياه الوافرة ساخطين على الواقع مستسلمين لقوى الشّرّ الّتي أضحت تتحكّم بنا وبمزاجنا ملوّثة عقولنا وقلوبنا في آن واحد؟!
كلّ تلك الأفعال لا تعبّر سوى عن ضعف إيمان يقودنا إلى الشّكّ وعدم القناعة والرّضا، وأكثر إلى الاستسلام وعدم التّسليم الكلّيّ لله.
نعم هي دوّامة ندخل فيها لأنّنا بتنا نقارن حياتنا بحياة الآخرين، ثائرين على الواقع شاكين باكين، فاقدين السّلام ومسلوبي الإرادة، ويضحي لا شيء يروي داخلنا المشتعل غضبًا وحقدًا وغيرة، ولا نعود نرى إلّا النّصف الفارغ من الكوب، فتموت كلّ كلمات الحمد والشّكر عن شفاهنا وتذوب كلّ نوايانا الحسنة.
إذًا، كفانا نواحًا! ولنلتزم بكلمة الله الّتي تحذّرنا من خطر التّذمّر: "إفعلوا كلّ شيء بلا دمدمة ولا مجادلة، كي تكونوا بلا لوم، وبسطاء، أولادًا لله بلا عيب في وسط جيل معوجّ ومُلتوٍ، تضيئون بينهم كأنوار في العالم" (فيليبّي 2/ 14- 15)، "ولا تتذمّروا كما تذمّر أيضًا أناس منهم فأهلكهم المُهلك" (كورنثوس 10/ 10)، و"لا يئنّ بعضكم على بعض أيّها الإخوة لئلّا تُدانوا. هُوَذا الدّيّان واقف قدّام الباب" (يعقوب 5/9)، و"كونوا مضيفين بعضكم بعضًا بلا دمدمة" (1 بطرس 4/9).