البابا فرنسيس إلى جورجيا وأذربيجان
فبعد زيارته إلى أرمينيا في حزيران/ يونيو الماضي تأتي تلك المقبلة كامتداد لسابقتها، فيحمل الأب الأقدس في الرّحلة السّادسة عشرة خارج إيطاليا شعار "السّلام معكم" في إطار سنة الرّحمة هذه وفي قلبه توق كبير إلى تحقيقه في العالم وفي منطقة القوقاز تحديدًا، شعار يبرز فيه الصّليب التّقليديّ للقدّيسة "نينو" المبشّرة الكبيرة في تلك البلاد، يحيط به اللّونان الأصفر والأحمر دلالة على ألوان علمي الفاتيكان وجورجيا.
وبعودة إلى ظروف المسيحيّين في جورجيا وأذربيجان، تجدر الإشارة إلى أنّ البلدين يعيشان أوضاعًا مختلفة كلّيّاً عن بعضهما البعض. فأذربيجان هو بلد ذو غالبيّة مسلمة فيشكّل الشّيعة فيه 62% ويتساوى السّنّة والأرثوذكس التّابعون لبطريركيّة موسكو بنسبة 12% لكلّ منهما، أمّا الكاثوليك المتراوح عددهم بين 300 و400 فهم ينقسمون إلى جماعتين: الأولى هي جماعة السّكّان المحلّيّين والثّانية هي جماعة الغرباء العاملين في البلاد؛ وتصل نسبة اليهود إلى 15000 يهوديّ. بينما تُعدّ جورجيا بلدًا ذي غالبيّة أرثوذكسيّة مقابل 50 ألف كاثوليكيّ.
الزّيارة الّتي يتنوّع برنامجها بين استقبالات رسميّة ولقاءات ديبلوماسيّة ومدنيّة وروحيّة مسكونيّة، وقدّاسات احتفاليّة وزيارات إنسانيّة، سيلقي الأب الأقدس خلالها مجموعة خطابات لا بدّ أن تترك أثرها في قلب سامعيها، وبدوره سيستمع إلى كلمات حُضّرت للمناسبة عساها تنفح عطر سلام تمتدّ رائحته إلى بلاد القوقاز والعالم كلّه.