الإيجابيّة.. مفتاح الإيمان
فالحياة عبارة عن فسيفساء متعدّدة ومتنوّعة أحجارها، تضمّ أحجارًا ذو اللّون الدّاكن من جهة وأحجارًا ذو اللّون الفاتح من جهة أخرى. ولكن، كيف يمكن للأمل أن يخترق الحياة؟ إن قبّلت الشّمس، وهي رمز الأمل والرّجاء، الحياة الفسيفسائيّة، تتغلغل الخيوط المضيئة عبر الأحجار الفاتحة المنيرة لا الأحجار القاتمة، وبذلك ترتسم الحياة الفسيفسائيّة بنور التّجدّد والأمل المستمرّ بفضل الأحجار الشّفّافة.
كهذه الأحجار المضيئة، لنكن يا ربّ! إذ لا بدّ من أن تكون قلوبنا مساحات بيضاء شفّافة مضاءة بالأمل، أيّ أن نبتعد عن السّلبيّة وعن البأس وعن الدراما الفارغة التي تعظّم المشاكل وتزيد من حجمها.
الإيجابيّة سرّ النّجاح في الحياة، من خلالها تعبَّد الطّرقات بالأمل والتّقدّم، تُزرع البسمة على الوجوه، يتّحد الرّجاء بالقلوب، يبتعد اليأس عن الدّروب، يكلَّل العطاء في العلاقات.
الإيجابيّة أساسها الرّجاء والرّوح الحلوة والمحبّة والثّقة: الثّقة بأنّ الله مدبّر الأمور وحامي النّفوس والرّجاء برحمة الله وتواضعه ووداعته.
بالإيجابيّة نتّحد بالمسيح وبعظمته ونتّكل عليه. هو الذي جعل من الموت قيامة ومن الحزن فرحًا يؤكّد لنا باستمرار أنّه حاضر إلى جانبنا مهما ضاقت بنا الظّروف، فما علينا سوى أن نصلّي وأن نكون إيجابيّين!