الإنسان إلى أين؟
فها هي التّكنولوجيا تتطوّر من جيل إلى جيل، لا بل تتبدّل يوميّاً وتزدهر، وليس ذلك وليد الصّدفة بل لأنّ وراءها عقل مبدع وموهبة حباها الله لإنسان فكرّسها لخير البشريّة.
من الهواتف الذّكيّة، إلى التّلفزيون والكمبيوتر وأدوات المنزل وآليّات وعربات النّقل وصولاً إلى آخر الصّيحات الرّوبوهات والاستنساخ.
كلّ شيء بات يسهّل على الإنسان حياته وعمله، إذ بكبسة زرّ أصبح الإنسان يلبّي حاجياته. نعم، لقد استحوذت التّكنولوجيا على حياتنا بالكامل حتّى بات الحوار الشّفهيّ ضعيفاً والاتّصال النّظريّ معدوماً بين الأفراد، وكلّ شيء أضحى رقميّاً.
فلنتخيّل الحياة بعد قرن من تاريخنا: كلّ شيء مؤمّن بجودة وتقنيّة عاليتين وما صنعته يدا الإنسان وطوّره عقله سيتسعبده، فهل تنقلب عليه إبداعاته واختراعاته؟ تخيّلوا البطالة تعمّ المجتمعات لأنّ الشّركات لم تعد بحاجة إلى خدمات الإنسان فالرّوبوت قادر أن يحلّ مكان عشرات الموظّفين ويؤدّي عملهم. ماذا لو انقلب هذا الصّنف التّكنولوجيّ على الجنس البشريّ في محاولة للقضاء عليه؟ هل سيبقى كوكب الأرض أم سيختفي عن وجهها الإنسان؟ هل يزول الأخضر وتصبح صور الطّبيعة حلماً في خيال الإنسان ولوحات تزيّن جدران المنازل؟
جميلة هي التّكنولوجيا، ومبدع هو الإنسان، فلنفكّر إذاً كيف نحافظ على ما منحنا إيّاه الله من أدوات ولنسخّرها لأجل بقائه وبقاء صورة الله بيننا وفينا وألّا يصبح الإنسان من الماضي.