ثقافة ومجتمع
12 أيار 2016, 11:00

الإعلام يتخبّط.. بين الجودة والسّخافة

ماريلين صليبي
يحتلّ الإعلام المرئيّ النّسبة الأكبر من المشاهدة ليسبق بأشواط الصّحافة المكتوبة والإعلام المسموع، وذلك لمرافقة الصّورة الثّابتة أو المتحرّكة كلّ أخباره وبرامجه.


لكن هذا الإعلام المحبوب من قبل الكثيرين بات يطرح علامات استفهام عديدة متعلّقة بنوعيّة البرامج التي يقدّمها لمشاهدين قلّ ما يهتمّون لهذا الموضوع الدّقيق.

 

"الجمهور عاوز كده" أو "هيك بدّو الجمهور" مقولة يردّدها أصحاب المؤسّسات الإعلاميّة ليبرّروا محتوى البرامج الذي يُبَثّ إلى المشاهدين، مُحتَمين خلف مبدأ أنّ "الغاية تبرّر الوسيلة". 

والغاية هنا واضحة وصريحة تعكس تحوّل المؤسّسة الإعلاميّة إلى مؤسّسة تجاريّة: زيادة نسبة المشاهدة وابتغاء الرّبح المادّيّ، لتتجلّى الوسيلة بغضّ النّظر عن الجودة في المحتوى.
يعتبر النّاس الإعلام وسيلة ترفيه تبعدهم عن واقعهم المرّ وتقودهم إلى عالم آخر واسع يزيل هموم الحياة اليوميّة، فالإعلاميّون كثيرًا ما يسقطون أهمّيّة بثّ المعلومات الدّقيقة والمعمّقة، وذلك لتقديم ما يخدم الابتذال والسّخافة.
قد لا ننكر أهمّيّة بثّ برامج ترفيهيّة تبعث الفرح والمتعة في جمهور يعاني مشاكل إجتماعيّة واقتصاديّة عديدة، ولكنّ الخطر الذي بات ينقر الضّمائر والعقول هو اعتبار السّطحيّة واحدة من المقاييس التي تحدّد أهمّيّة موضوع ما وقيمته.
الإعلام يغرق في محيط واسع يخبّئ زوابع مخيفة تدفع به إلى قعر مظلم؛ ويتخبّط في صخور صلبة، أي بين صخور الجودة وصخور الرّبح، علّه يخرج من هذه الأعاصير حيًّا قادرًا على تصحيح وضعه والسّير قدمًا...