ثقافة ومجتمع
14 آذار 2016, 08:28

الإرهاب يحتلّ العالم.. فهل نشهد حرباً عالمية؟

ميريام الزيناتي
تلوّنت نشرات أخبار أمس الأحد بسواد الشّؤم والحزن والإرهاب؛ حادثتان دمويتان، الأولى في ساحل العاج والثانية في تركيا، هزّتا العالم وخلّفتا عشرات القتلى ومئات الجرحى، فما الذي يحصل في عالمنا؟

بالأمس، سقط ستة عشر قتيلاً في ساحل العاج بهجوم مسلّح على ثلاث فنادق في البلاد تبنّاه تنظيم القاعدة، وما هي إلّا ساعات قليلة حتّى دوى انفجار في العاصمة التركية اسطنبول راح ضحيّته 34 قتيلاً ومئات الجرحى.

هذه الأعمال الإرهابية تؤكّد أن الإرهاب ما عاد يعرف الحدود الجغرافية بل أصبح عالمياً، يرفرف بسواده فوق القارّات أجمع ليترك بصماته في كلّ دولة وكل شارع.

العالم كلّه اليوم مستهدف من مجموعات إرهابية كبرى تتحكّم بمناطقه ودوله وتثير الذّعر في نفوس أبنائه، مجموعات تعدّدت أسماؤها وجنسيّاتها أما أهدافها فمشتركة: تهويل وترهيب.

وفي الوقت الذي يبحث فيه الزّعماء عن طرق "للقضاء" على تلك المجموعات والتنظيمات يبقى السّؤال: من يموّلها؟ ففي ظلّ القوة الوجودية التي تتمتّع بها هذه المجموعات لا بدّ من التوقف عند مصدر هذه القوة وسبب استمراريتها: قادة العالم أجمعوا على إلغاء التنظيمات الإرهابية من دون أن يحرّكوا ساكناً، فهل تكون للسلطات الكبرى يداً في تشكيلها لأسباب وأغراض سياسية؟

 إذا ثبت أن دولاً كبرى وسياسات عظمى تقف وراء الإرهاب وتموّله، ستتطرح أسئلة جديدة حول الأهداف العالميّة، وحقيقة المناداة بالسّلام وصدقية النوايا، وعما إذا كنا سنشهد حرباً عالمية يكون قادتنا مفتعليها. 

البابا فرنسيس تكلّم عن "حرب عالمية ثالثة تدريجيّة"، داعياً العالم الى المزيد من السّلام الذي يتحققّ عبر احترام الإنسان.

فهل يستجيب العالم الى نداء الإنسانية مترفّعاً عن المصالح الماديّة والجيوبوليتيكية، فتُقلب الطّاولة على كلّ متآمر على السّلام وتُكشف الأوراق المخبّئة فيتوقف النزيف العالمي؟