ثقافة ومجتمع
09 كانون الأول 2016, 06:30

الإبادات الجماعيّة.. "تنذكر وما تنعاد!"

ريتا كرم
هي حكاية بطولة شعوب عانوا الأمرّين، ذرفوا الدّموع وبذلوا الدّماء. هي قصّة جماعات خطّت بتضحياتها فصول التّاريخ لأنّ سياسات قتل جماعيّ منظّمة نُّفذت بحقّ أفرادها على خلفيّات قوميّة أو عرقيّة أو دينيّة أو سياسيّة، فسقط الآلاف لا بل الملايين ضحايا إبادات صدمت العالم ورسّخت ذكراها في البال على رجاء ألّا تتكرّر.

 

ولعلّ القرن الأخير سجّل أكثر تلك الجرائم فظاعة، نذكر منها مجازر: الأرمن، سيفو، رواندا، المحرقة اليهوديّة، عمليّات التّطهير العرقيّ في بورندي، إضطهاد الإيزيديّين على يد داعش...

صنّفت الأمم المتّحدة الإبادات الجماعيّة كجرائم دوليّة في اتّفاقيّة صادقت عليها في 9 ك1/ ديسمبر 1948 ووضعتها موضع التّنفيذ سنة 1951. أمّا في أيلول/ سبتمبر 2015 فأعلنت الجمعيّة العامّة للأمم المتّحدة تخصيص التّاريخ نفسه كيوم دوليّ لإحياء وتكريم ضحايا جرائم الإبادة الجماعيّة ومنع هذه الجريمة، بهدف زيادة الوعي. وقد أوضح الأمين العامّ السّابق للأمم المتّحدة بان كي مون أنّ "منع الإبادة الجماعيّة التزام محدّد بموجب القانون الدّوليّ. وقد بيّنت ذلك بوضوح محكمة العدل الدّوليّة وغيرها من الهيئات القضائيّة. ويجب على الحكومات أن تنفّذ هذا الالتزام ببذل الجهود في مجال المنع واتّخاذ التّدابير الوقائيّة. وفي هذا الاحتفال الدّوليّ الجديد، دعونا نسلّم بضرورة العمل معًا بمزيد من التّضافر من أجل حماية الأفراد من الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان والحفاظ على إنسانيّتنا المشتركة."

وفي هذا اليوم الدّوليّ لإحياء وتكريم ضحايا جرائم الإبادة الجماعيّة ومنع هذه الجريمة، نذكر أرواح كلّ الشّهداء الّذين امتزجت دماؤهم بتراب الأرض المقدّسة، وأطلقوا خلالها صرخة إيمان لا يزال صوتها مدوّيًا لغاية اليوم. نصلّي كي تهطل رحمة الله على المسكونة ويزرعها في من تحجّرت قلوبهم وكان العنف والقتل سبيلهم، فتجد تلك الفصول السّوداء نهاية لها، ونحافظ بذلك على إنسانيّتنا المشتركة تحت راية حقوق الإنسان.