الألقاب.. نقاب التّزييف
وكثيرًا ما تكون هذه الألقاب بعيدة تمامًا عن الواقع والمنطق، يساهم في ترويجها الإعلام لتضخيم أهمّيّة الفنّان وتعظيم أعماله وإنتاجاته وحضوره، وبذلك تشويه للحقيقة وتعديل على مجرى الأمور الصّحيح الطّبيعيّ.
وقد تكون أبسط المرادفات المُطلقة لقب "فنّان" الذي يحمل بدوره غموضًا قلّما يلاحظه الجمهور ويشكّل هالة غير واضحة فوق الشّخص المعنيّ. فالفنّان هو صاحب موهبة ما، إلّا أنّ كلّ من يظهر في ساحة الشّهرة وعلى العلن يُسمّى "فنّانًا"، ولو افتقد للحسّ الموسيقيّ والتّذوّق الشّعريّ أو غابت عنه المقوّمات الصّوتيّة والإبداع الفنّيّ.
جميلٌ هو تقدير الشّخص على أعماله المميّزة وحضوره الفريد وتألّقه المختلف، إلّا أنّ ألقاب عصر الانحطاط الفنّيّ هذا باتت وسيلة للتّسويق والمبالغة، وطريقة مبتذلة لإرضاء الـ"أنا" والكبرياء الوجوديّ.
فلنتعلّم من يسوع المسيح.. ملك الكون هو وصاحب العظمة والكمال الوحيد، اتّخذ من التّواضع لقبًا بشّر به البشريّة، بشريّة انحرفت عن طريق البرّ لتقع وسط القشور الأرضيّة الموحلة...