ثقافة ومجتمع
29 آب 2016, 10:39

الأردن ينتخب فكيف لا انتخب بقلم الأب جورج شرايحة.

تحت شعار الأردن ينتخب انطلقت الفعاليات الحزبية والسياسية في الترويج لحملاتها الانتخابية في كافة انحاء البلاد حتى يوم الاستحقاق البرلماني حيث يوم الاقتراع والحسم لمن كان له مستعد. وفي ظل ذلك كله اين سينصب زخم الصوت المسيحي؟ ولمن سوف يروج الناخب المسيحي ؟ خاصة ان كثيرا من الناخبيين المسيحيين مسجلين في مناطق خارج الدائرة الانتخابية الثالثة في عمان وتاليا لا يوجد في دوائرهم ولا اي مرشح مسيحي، علما ان هناك الكثير ايضا من الناخبيين المسيحيين لا يصوتون اصلا لمرشح مسيحي بل لمن هو مستحق بغض النظر عن الدين وهم نخبة مثقفة من ابناء شعبنا.

اقل من شهر يفصلنا عن موعد الاستحقاق الانتخابي لمجلس النواب الاردني الثامن عشر . من يستطيع فيها ان يلهم الناخبين على الاختيار الأفضل؟ دون اغراء اقتصادي او اجتماعي او حتى سياسي . السياسيّة تفترض اختيار الشخص الذي اعرف امام ضميري انه قادر على التغيير نحو الافضل بحكم معرفتي به في خدمته في عدة اماكن وطنية وكنسية .

اكتب الان لاجل التوعية على رجاء الشروع بالدخول في فلسفة مسيحية للانتخاب قائمة استند في اختيارها على الافضل حتى ولو لم يكن مسيحي وهذا بطبيعة الحال يتطلّب تغييرا جوهريا يجعلنا نتحول من الطبائع الانفعاليّة الى الحكم الموضوعي في طبيعة المرشح وبرنامجه ومدى المامه في القضايا الرئيسيّة في الاردن وخطته حول مشروع بناء الوطن بعلم وديموقراطيّة وقدرته على التشريع أي ذو مستوى ثقافي وعلمي عالي قادر على ان يفهم القضايا الاقتصادية والسياسية والتعليم والمناهج ،ومسألة غلاء التعليم والطب في الجامعات والمستشفيات ، ونظرته الى قدسية الحياة وسيادتها على عقوبة الإعدام المعمول بها في الاردن .

وهذا كله يقودنا في النهاية لما عرضناه سابقا اي الانتقال من طابع المرشح الشخصي والطائفي والفئوي الى التأمّل الموضوعي في قدرته على ان يكون نائب عن الكنيسة والوطن.