اتفاق على الإختلاف..
لا تمرّ مناسبة أو حادثة من دون أن يسجّل اللبنانيون اختلافات في الرأي حولها ما يقسمهم لفريقين يتنافسان بشراسة وحدّة. ففي كرة السّلة اعتدنا أن نشهد العدواة بين مؤيّدي الحكمة والرّياضي التي تظهر جليّة في تصرّفات الجماهير في كلّ مرّة يتنافس فيها الفريقان. أما في كرّة القدم فيتجلّى الصّراع العالمي على الأراضي اللبنانيّة، كلّ مجموعة تشجّع قريقاً أجنبياً بشراسة واندفاع وكأن كلّ مواطن هو لاعب في ذاك الفريق أو كأن بلاده هي التي تخوض التّحدي.
الإختلاف لا يغيب عن السّياسة، فبين جمهور "8 و14" آذار صراع تبرز تداعياته في حياة اللبنانيّين اليوميّة، يتجلّى في غالبية قراراتهم، ويحتلّ المكانة الأبرز في أحاديثهم.
وحول القضايا الإجتماعية أيضاً اختلاف لبنانيّ، فكلّ قضية تخلق نقاشاً حاداً وتقسم المواطنين بين مؤيّد ومعارض ما يؤجّل في معظم الأحيان إتخاذ الخطوات اللازمة لإقرار القرارات المناسبة.
كلّ مناسبة تخلق انقساماً في صفوف اللبنانيين الذين يتسارعون لتسجيل المواقف المغايرة واتخاذ طرف في كلّ قضية تطرح، فهل يتحوّل هذا الإختلاف الى خلاف يستغلّه أصحاب النفوذ لتطبيق مبدأ "فرّق تسُدُ"؟