ثقافة ومجتمع
23 تشرين الثاني 2015, 22:00

إنتماء أو ارتماء؟

ماريلين صليبي
إنّ الإنتماء بتعريفه العام والشامل هو علاقة إيجابية وطيدة، إهتمام ودفاع عن الشخصية المعنوية التي نتعامل معها.

من جهة أخرى، الإنتماء، وبتعريفه اللبناني الخاص، هو علاقة تتقاطع فيها المصالح، خضوع ورضوخ للشخصية الفردية المتمثلة بالزعيم الذي نتعامل معه.
لكنّ الإنتماء الوطني الحقيقي هو ذاك الشعور الناتج عن الميل للدفاع عن الوطن في مواجهة خطر خارجي، الأمر الذي يعزّز المحافظة على الإستقلال.
فالإنتماء إلى الوطن، إلى الأرض والشعب، يتحقّق حين نبدّي المصلحة العامة على المصلحة الخاصة وحين نتمسّك بأرضنا، نبذرها، نزرعها ونحصد ثمارها الطيبة.
الإنتماء إلى الوطن هو السعي لتحقيق الوحدة والعيش المشترك والتضامن بين أفراده. الإنتماء هو هذه العصبيّة القومية والوطنية وهذا التمسّك بالتراث واللغة والقضيّة الموحّدة.
ومن هنا، تظهر إشكالية الإنتماء في بلدنا لبنان: اللبنانيون ينتمون للزعماء لا للوطن وولاؤهم تابع للأحزاب لا للعقائد الحزبية. هم يتمسّكون بشخصية السياسي ويرتمون أمامه مهتمّين بالشعارات العريضة التي يتلوها: شعاراتٌ صاخبة تكوّن طبقات رقيقة من الثلج تذوب عند سقوط القطرة الأولى.
لذا يفتقد اللبنانيون الشعور بالوطنية، بهذا الإنتماء إلى الوطن، إلى الأرض وإلى الشعب وتقودهم مصالحهم وتسيّرهم عواطفهم العمياء.
يتفرّد الشعب اللبناني إذاً بالإشتقاقات والإختلافات، حتى بات لكلّ فئة من الناس نشيد خاصّ بها وعلم مصبوغ بلون معين. فقدنا بالتالي القضيّة الوطنية الواحدة والإنتماء الوطني الواحد، ليسقط في لبنان مفهوم الوحدة الوطنية ووحدة الطوائف والفئات أمام غلبة المصالح والخدمات والفساد.
أخيراً، ندعو اليوم في الذكرى الـ٧٢ لإستقلال لبنان إلى إيقاظ شعور الوطنية في داخلنا وتصويب انتماءنا بإتجاه لبنان، لبنان وحده، علّنا نبني، يوماً ما، وطن الحلم والأمل والإستقلال الفعلي...