إلى اللقاء رولان
غيّبَ الموت الزميلَ العزيز رولان كوكباني وهو في قِمّة عطائه وخبرتِه ومعرفته، التي وظّفها منذ سنواتٍ عديدة في محطّة تيلي لوميار.
رولان، هذا الصّامت الزّاهد، الّذي حوّل غرفةَ عمله إلى منسكٍ، يدخلُها ويخرج منها من دون أن يزعج أحدًا، أو ينزعج من أحد.
عرفته منذ أكثر من عشر سنوات، حيث درّبني على إطلالتي البِشاريّة، عبر شاشتَي تيلي لوميار ونورسات، من خلال برنامج "الله معك"، الذي كان زوّادة صباحيّة يوميّة للمشاهدين، قبل أن أنطلق ببرنامج "جئت لأخدم".
عند كلّ مشكلة تقنيّة، نلتجئ إلى رولان. وعند كلّ معضلة في الإرسال أو الإخراج نلتجئ إلى رولان. وعند الهموم الشخصيّة نلتجئ إلى رولان. كان رولان ذا قامة روحيّة مميّزة.
رولان، غدرته صحّته، مع أنّه أبى أن يستسلم. إلّا أنّ الإرادة الإلهيّة أقوى من كلّ المحاولات الاستشفائيّة، فاختاره الله ليرفعه إلى ملكوت السماوات، ويدخله الأخدار السماويّة، ليكون إلى جوار الأبرار والصدّيقين.
سنفتقدك أيّها العزيز رولان، أيّها الجنديّ المجهول. القيّمون والإداريّون والموظّفون ومقدّمو البرامج كلّهم في محطة تيلي لوميار والفضائيّات المنبثقة عنها كافّة، سيفتقدون نخوتك، وخبرتك، ونظافة كفّك، ومصداقيّتك، وحكمتك، وتواضعك، ونبل أخلاقك، ووقار طلّتك. ستبقى من العلى، العين الساهرة على محطّتنا العزيزة، تيلي لوميار، ونظرُك الّذي كان شحيحًا إلى حدّ ما في الأرض، سيبصر نورَ المسيح القائم من بين الأموات، وستسمع يا رولان: "نِعِمَّا أَيُّهَا الْعَبْدُ الصَّالِحُ وَالأَمِينُ! كُنْتَ أَمِينًا فِي الْقَلِيلِ فَأُقِيمُكَ عَلَى الْكَثِيرِ. اُدْخُلْ فَرَحَ سَيِّدِكَ (متّى ٢٥: ٢١).