دينيّة
06 تشرين الأول 2022, 07:00

إلى أيّ مدى نشبه توما في إيمانه؟

ماريلين صليبي
مثل توما نحن، إنّنا قليلو الإيمان أو بالأحرى مشكّكون به، لا نرضخ لمشيئة الله إلّا إذا لمسنا عنايته وتأكّدنا منها.

هو الذي وضع إصبعه في جرح المسيح ليصدّق أنّه قام من بين الأموات في اليوم الثّالث، يذكّرنا بأنفسنا، نحن الضّعفاء في الحبّ والخجولين في الإيمان.

كثيرة هي المرّات التي نتخلّى عن إيماننا المطلق بالله ليتغلغل في قلوبنا مرض الشّكّ ويسيطر على أفكارنا داء التّفكير، فيحلّ العماء تدريجيًّا في عيون تشخصإلى الصّليب بخجل وينخر القلق في قلب سرعان ما يسوده الضّلال.

بحبّة الحمّص دعا الكتاب المقدّس إيماننا إلى التّمثّل. إذ هذا القدر من الإيمان يمكنه وحده أن يزيح الجبل من مكانه ويحقّق الآيات العظيمة، فلماذا نطيح بهكذا نعمة؟

مثل توما نحن، نصلّي ولا نصدّق أنّ الله يسمعنا إلّا إذا تحقّقت أمنياتنا، نناجي الله ولا نؤمن بأنّه حاضر بيننا إلّا إذا حصلنا على إشارة منه، غير أنّ في الإيمان لا مكان للملموس والتّدقيق والبحث، الإيمان يعني المحبّة والرّحمة والتّسليم المطلق لله.

بين توما والإيمان الأعمى، جرح كثيرًا ما نسعى إلى لمسه من أجل التّصديق، لكنّ الرّبّ يريدنا أن نكون مثل تلاميذه الآخرين، أن نتبعه بلا سؤال، أن نسير خلفه بلا هدف، أن نرافقه بلا تردّد، لأن بذلك وحده نصل إلى الحياة الأبديّة حيث لا مكان للأسئلة ولا ضياع بالأهداف ولا سبيل للتّردّد، جواب واحد هناك وهو الخلاص...