ثقافة ومجتمع
19 آذار 2015, 22:00

إلى أمي

(غلوريا بو خليل - نورسات) أمي، يا من حملتِني في أحشائك تسعة اشهر، حدثتِني خلالها وناجتِني وأخبرتِني كم تتوق لرؤيتي واحتضاني.أمي، يا من ولدتني بالآم المخاض وبأوجاعٍ لا تُحتمل، بكل حبٍ وحنانٍ وعطفٍ وفرحٍ استقبلتني، وبدأ المشوار... فرعيتِني وواكبتِني وسهرتِ عليّ وبدموعِك كبّرتِني.

قيل "لا يربى جسم حتى يفنى جسم آخر"، كم هي صحيحة هذه المقولة يا أمي، فقد ذاب جسمك وقدمت ذاتك بكل فرحٍ لتمنحيني أفضل ما لديك؛ فسهرتِ وتعبتِ وحملتِ همي في كل مراحل حياتي. لطالما كان حدْثُكِ ينبئُكِ بمشاعري فشاركتِني ولا تزالين تشاركينني بالآمي وأفراحي.
لطالما كانت الأم رمز المحبة الحقيقية حتى أن الرب يسوع أحب الأم وحنانها فاتخذ مريم أماً له.
شكراً ربي على أمي الغالية، شكراً ربي على هذه النعمة الغالية فهي بسمتك لنا على الأرض؛ إنها أجمل عربون محبة أهديتنا إياه.
نعم، أمي هي كل شيء في هذه الحياة، لا بل هي الحياة؛ فـ "الأم هي التعزية في الحزن، الرجاء في اليأس والقوة في الضعف. هي ينبوع الحنوِّ والرأفة والشفقة والغفران. فالذي يفقد أمه يفقد صدراً يسند إليه رأسه ويداً تباركه وعيناً تحرسه" (جبران خليل جبران).
ساعدني يا رب لأحبها وأكرّمها وأرعاها متى كبُرَت، أعطني أن أردّ لها العرفان والجميل ولو قليلاً فمهما صَنَعَتْ لا أستطيع إيفاءها تعبها وسهرها وعطاءها اللامشروط.
سامحني اذا سببتُ لها يوماً الأذية والحزن؛ سامحني اذا حكمتُ عليها يوماً وحاكمتُها، سامحني اذا بادلتُ يوماً هذا الكَمْ من الحب بالأنانية والعنجهية.
بارك يا رب أمي وكل أمهات العالم واحفظهن من كل شر ومرض؛ ارحم كل أم فارقتنا ورحلت اليك واحفظها في ملكوتك السماوي لترعى أبناءها من عليائك بالمحبة والعطف والحنان. آمين.