ثقافة ومجتمع
30 تشرين الثاني 2018, 14:00

إلغوا عقوبة الإعدام!

ريتا كرم
في تطبيقه "اعتداء على حرمة الشّخص البشريّ وكرامته"، و"إهانة لقدسيّة الحياة، و"تعارض مع خطّة الله للإنسان وللمجتمع ولعدالته الرّحيمة"... وفي تنفيذه "فشل" في الأمم الّتي تحكمها "سيادة القانون"... وفي تشريعه "تشجيع على الانتقام"... باختصار، هو الإعدام بنظر البابا فرنسيس! وهو ما يظنّ مشرّعون كثيرون حول العالم أنّه العدالة على الأرض.

 

ولكن عن أيّ عدالة نتكلّم هنا؟ وأيّ درس نلقّن المجرمين في تطبيقه؟ أوَليس جرمًا أقبح من خطيئة أكبر مجرم وأكثره غدرًا؟

تخيّلوا ذاك الحبل الّذي يتحرّك تائهًا ينتظر فريسته، ورصاصة الرّحمة تلك الّتي تنتظر الأمر لتُطلًق وتقتل باسم العدالة، أو شحنة الكهرباء الّتي تتربّص لتصعق من تجرّد من إنسانيّته فمارس أقبح أنواع الجرائم.. تخيّلوا كلّ تلك المشاهد القاسية الّتي روى عنها التّاريخ والّتي كشفت عن أفظع الجرائم الّتي تستر نفسها تحت راية العدالة وإنصاف الضّحايا، أوَليست عذرًا أقبح من ذنب؟

اليوم، دعوة إلى العودة للإنسان الحقيقيّ داخل كلّ واحد منّا مهما كان مركزه، واستنباط لصورة الله الّتي أرادها فينا، وتشجيع على "إعدام اللّاإنسانيّة" الّتي تسمّم قلوبنا وأفكارنا، وتحويل الغضب النّاجم عن حوادث أليمة إلى رحمة ومحبّة وعفو، وإدراك أنّ الحياة البشريّة مقدّسة منذ اللّحظة الأولى الّتي تُبثّ فيها الرّوح وحتّى موتها الطّبيعيّ.. هي مقدّسة أيضًا بالنّسبة للمجرم نفسه.

في اليوم العالميّ لوقف عقوبة الإعدام، صرخة جديدة باتّجاه إلغاء هذه العقوبة وإعطاء المجرم فرصة للتّوبة والتّكفير عن جريمته، فنعزّز نموّ مجتمع أكثر عدالة وإنصافًا واحترامًا للكرامة البشريّة.