ثقافة ومجتمع
24 أيار 2016, 09:01

إعلام.. "داعشيّ"

ميريام الزيناتي
"داعش يحضّر لهجمات إرهابية في لبنان"، "داعش يهدّد الشّواطئ اللبنانية"، "رقعة داعش تمتدّ على خريطة لبنان"... عنواين تتصدّر الصّحف اللبنانية مع بداية فصل الصّيف وموسم السّياحة، فهل نستبشر خيراً بموسم سياحي واعد؟

قد يظنّ كل قارئ أن الخطر الذي يحدق بلبنان هو خطر تلك المجموعات الإرهابية، ولكن ما لا يدركه هذا القارئ هو خطورة الإعلام المرهِّب الذي لا يفوّت فرصة الا ويستغلّها لإخافة المواطنين وإثارة القلق في نفوسهم.

والمثير للسخريّة هو أن تلك الوسائل هي عينها التي تكتب "تشجيعاً للسياحة"، وتنشر مقالات تطالب فيها بتفعيل هذا القطاع، وسائل الإعلام هذه تنظّر بالمثاليات وتنشر عكس ما تحاضر به. فلو كانت أخبار داعش هذه صحيحة، وإذا كان كاتبها يتمتّع بالمصداقية الكافية لنشرها لكانت "المصادر" غير مجهولة، ولكانت الجهات الأمنية تبنّتها وحذّرت المواطنين من خطورتها.

للأسف بات شغل بعض الإعلاميين الشّاغل استقطاب أعلى نسب مشاهدة أو قراءة للخبر من دون التوقّف عند حيثيات نشره وأبعاده. ولا بدّ من التوقف هنا عند أهميّة التأكّد من الأخبار الأمنية قبل تداولها لما في نشرها من تداعيات على مستوى الأمن الداخلي وسلامة الوطن.

الإشاعات كافية للقضاء على موسم السياحة عبر ترهيب السيّاح ومنعهم من التوجّه الى لبنان، فمن سيختار قضاء عطلته في بلاد مهدّدة أمنياً؟

من واجب الإعلام الإضاءة على الحقائق كما هي، فإذا كانت التهديدات جدّية لا بدّ من نشرها للحفاظ على سلامة المواطنين، ولكن عندما تصبح الأخبار إشاعات هدفها الأول والأخير زيادة عدد القرّاء، هل يمكننا التكلّم عن إعلام شفاف يخدم الموضوعية؟