دينيّة
25 أيلول 2024, 09:00

إرارة الله قداستك

تيلي لوميار/ نورسات
الأب روجيه كرم كاهنٌ مارونيّ من أبرشيّة جبيل

 

طموح الربّ لا يكتفي بأن نكون من مخلوقاته، بل بأن نكون من أبنائه.

ترتبط القداسة بنعمة الله العاملة في العالم، وعملنا هو الجهاد الدائم من أجل استقبال هذه النعمة الإلهيّة لكي تبدّلنا.

لكي نكون قدّيسين، علينا أن نجاهد باستمرار، في صراع دائم، ضدّ الذات، وضدّ مغريات العالم، وضدّ إيحاءات إبليس كلّها التي تجرفنا.

علينا أن نختار ما يرضي الله كلّه، وليس ما يرضينا كلّه،

ولا بدّ لنا من أن نتحرّر من الشرّ، من أجل تنمية الأمور الجيّدة في حياتنا.

أخي المحبوب في الله، إنّ مسيرة حياتنا تتخلّلها تحدّيات، ومعاكسات، وحروب، لكن مطلوبٌ منّا أن نختار الباب الضيّق.

ولكي ندخل من الباب الضيّق علينا أن نتحرّر من كلّ تعلّقات وارتباطات وأحمال، تقف مانعًا أمام عبورنا باب الملكوت.

قد أضع أعذارًا، كمثل أنّ طباعي لا يمكن أن تتغيّر... ولكن، بفضل عمل الروح القدس، أستطيع أن أنمو باستمرار من مجد إلى مجد، فأتحرّر من جلّ ما يمنعني من الثبات في الربّ.

يحيا الإنسان دائمًا في صراع داخليّ بين الشرّ والخير، فلنُحسِنِ الاختيار، وكم تكبر فرحتنا عندما نقول: "إنّ الخير الذي أريده أيّاه أفعل والشرّ الذي لا أريده، إيّاه لا أفعل"، هذا انتصار عظيم لحرّيّة الإنسان كما أرادها له الله.

دعونا نردّد كلّ واحدٍ وواحدةٍ منّا: أريد أن أكون قدّيسًا (ةً)، أريد  أن أحقّق طموح الربّ ورغباته، أريد أن أمتلئ من محبّة الربّ، لكي أمنح هذه المحبّة للآخرين. أريد أن أطبّق وصيّة الربّ بأنْ "كونوا كاملين كما أنّ الآب هو كامل".

أخي، خُلقتَ حرًّا فاعمل على تنقية الحرّيّة، لكي تنعتق من كل معوقات تمنعك من اتّباع الربّ.

القداسة هي في أن تكون أمينًا في حياتك اليوميّة بتحقيق رغبات الربّ على الرغم من المعاكسات.

أخي المحبوب في الله، لا تهمل النعمة التي تفاض عليك بفضل الروح القدس، وكن في ثقة دائمة، أنّ الربّ يمنحك الكثير من الهبات الإلهيّة والمناسبات لتصير قدّيسًا.

لنرفع صلاة الشكران إلى الربّ الذي أحبّنا محبّة أبديّة، وقد صوّرنا بفكره قبل أن نتصوّر في أحشاء أمّهاتنا، وهو يراقب نمونا ويفيض علينا بركاته الإلهيّة، جاعلًا منّا آنيةً للكرامة معدّةً للمجد في ميراث سماويّ، له السجود إلى الأبد، آمين.