ثقافة ومجتمع
02 كانون الأول 2016, 06:30

أين نحن من اليوم الدّوليّ لإلغاء الرّقّ؟

ماريلين صليبي
خلق الله الكون ومخلوقاته في سبعة أيّام.. السّماوات والأرض، النّور، المياه، اليبس، النّبات، الحيوانات، وكائن كلّل فيه عمليّة الخلق كلّها.

كائن حيّ مفكّر وناطق، له مشاعر وأحاسيس، يضحك، يبكي، ينعس، يملّ، يغضب، يحبّ، يكره.. إنّه الإنسان.

وحمّل الله الإنسان هذا مسؤوليّة الاهتمام بالطّبيعة واستكمال عمليّة الخلق ونشر الخير واعتبار الإنسان الآخر أخاه في الإنسانيّة.

إلّا أنّ الكائن المفكّر هذا تخلّى عن عقلانيّته الخيّرة ليستغلّ الآخرين ويستبدّ عليهم ويلجأ إلى طرق ملتوية تضلّ فيها الإنسانيّة وتضيع فيها الحقوق.

عمد إذًا المرء إلى الإتجار بالأشخاص واستغلال الغير، جعل الآخر سلعة يبيعها ويشتريها بسهولة فائقة؛ قلّل من قيمة الإنسان وأهمّيته وحسب نفسه أكثر أهمّيّة من أيّ كان.

إلّا أنّ العالم انتفض في مثل هذا اليوم من عام 1949 أمام هذه الأعمال، فأقرّت الأمم المتّحدة اليوم الدّولي لإلغاء الرّقّ.

يوم يأمل أن يلغي الجرائم البشريّة ومبدأ العبادة وضحايا السّخرة والاستغلال والأعمال السّيّئة وعمالة الأطفال والقساوة ضدّ المرأة، يوم يطمح أن يحقّق الحرّيّات والحقوق والكرامات والمساواة.

ولكن، في عالم يستشري فيه الشّرّ وتتغلغل فيه الحروب وتضجّ فيه الانتهاكات، هل تحقّق فعلًا إلغاء الرّقّ أو ما زال الاستغلال حاضرًا بالواقع خلف احترام مزيّف جزئيّ؟