دينيّة
06 تشرين الأول 2019, 13:00

أين نحن من إيمان توما؟

ماريلين صليبي
في عيد توما الرّسول، نظرة تأمّل بالإيمان...

 

الإيمان الذي لم يتّكل توما عليه، إذ قرّر لمس جرح المسيح بيده ليصدّق قيامته. فأين نحن من إيمان توما؟

كثيرًا ما نحاول التّشكيك ببعض الآيات المميّزة التي يصنعها الرّبّ في حياتنا، آيات تظهر مدى جبروته وعظمته، آيات لا بدّ لنا أمامها أن ننحني بتواضع وأن نصلّي بخشوع راضخين لإرادة الرّبّ وتدبيره.

كثيرًا ما نطيح بنظرنا عن الحقيقة، إذ نبحث عنها في أماكن بعيدة عن تعاليم الرّبّ المحيية، نسير في طرقات مشكّكة يلفّها الشّوك المرّ الجارح.

كم نشبهك يا توما! كم نحاول غرس إصبعنا في جرح المسيح لنصدّق أنّه من فدانا بنفسه، فنسعى إلى جعل الرّبّ ينجح في تجارب واختبارات شتّى لنتأكّد من حضوره.

غير أنّ حضور الرّبّ لا يجب أن يمرّ بمرحلة من التّشكيك والتّدقيق والانتظار، يجب أن يكون مبنيًّا على إيمان عظيم وتأمّل مطلق بقدرة الرّبّ.

الإيمان سلاح في يد المؤمن، من يمتلكه لا يواجه المشاكل، فهو يتواضع لأنّه يعرف أنّ الله قادر على رفعه.

رسالة يوحنا الرّسول الأولى أوصت: "من شَهِدَ بأنّ يسوع هو ابن الله فالله فيه مقيمٌ وهو مقيمٌ في الله" (4: 15)، فلنتّحد إذًا بالإيمان بالرّبّ، لنبتعد عن تشكيك توما ولنتشبّه بإكرازه فنكون تلاميذًا للرّبّ مبشرّين به.