دينيّة
16 أيلول 2016, 09:02

أوفيمية.. الشّهيدة الشّابة

ميريام الزيناتي
عُرفت بجمالها الملائكي وبعطفها اللّامتناهي، لفتت الجميع بأخلاقها وأدبها فأصبحت محطًا للأنظار ومثالًا لجمال الرّوح.. هي القديسة أوفيمية الشّهيدة الشّابة التي تحدّت أعظم الولاة.

أوفيمية رفضت الإنصياع لوالي خلقيدونية برسكس الذي فُتن بجمالها وحاول استمالتها بالكلام العذب والمديح وإبعادها عن الله، ما عرّضها لأسوأ العذابات وأشدّها ظلمًا.

خلُصت أوفيمية من كلّ محاولات تعذيبها بأعاجيب، هي التي عُلّقت على دواليب من حديد مسنّنة فخرجت سالمة، رُميت في النار ولم تحترق، أُلقيت للكلاب ولم تأكلها، سيقت للوحوش ولم تؤذها.. وبعد عذابات طويلة، وبينما كانت ملقيّة للوحوش بهدف التعذيب، صلّت القديسة لله طالبة منه أن يخلّصها من معاناتها ويرفعها إليه، فانقضّ عليها دبّ وماتت بلا عذاب، وما هي إلّا لحظات حتّى هزّت الزّلازل خلقيدونية.

بعد استشهادها، شيّد المسيحيّون كنيسة في خلقيدونية على ضريحها الذي كان يرشح دمًا مقدّسًا يشفي المرضى، ثمّ نُقل جثمانها إلى القسطنطنيّة خوفًا من غزو الجيوش الفُرس، ومن أعاجيب الشّهيدة أوفيمية تلك التي صنعتها خلال "المجمع المسكوني الرّابع 451"، حيث كشفت الهرطقات وميّزتها عن العقيدة المسيحيّة السّليمة.     

بصرامتها وعنفوانها تغلّبت أوفيمية على الوالي برسكس، وقفت بوجه كلّ الإغراءات متمسّكة بإيمانها بالمسيح، فأصبحت قدّيسة ورُفعت إلى السّماء، فلنصلّي اليوم على مثال هذه القدّيسة لنرتفع عن الإغراءات ونتمسّك بإيماننا بوجه كلّ الإضطهادات علّنا نختبر القداسة ونكسب السّموات.