دينيّة
12 كانون الأول 2024, 10:00

أنت مسكنُ الله

تيلي لوميار/ نورسات
بقلم الأب روجيه كرم كاهن في أبرشيّة جبيل المارونيّة، مرشد جماعة الأبانا ومرشد جماعة الفرح بالروح القدس

 

إعلَم جيّدًا أنّكَ هيكلٌ لله، وإنّ روح الله يسكن فيك.  

"أما تعرفون أنكم هياكل الله، وأنّ روح الله يسكن فيكم؟ فمن هدم هيكل الله هدمه الله، لأنّ هيكل الله مقدّس، وأنتم أنفسكم هذا الهيكل". (١ كور ٣: ١٦-١٧).

يا أخي المحبوب في المسيح، إنّ إدراكك لهذه الحقيقة يدعوك إلى الحفاظ على قدسيّة قلبك، فهو ليس مجرّد عضوٍ ينبض بالحياة، بل هو عرشٌ لله وسماءٌ ثانية. قد تشوّه الخطيئة هذا العرش، لكنّ الربّ، برحمته، يهبك النعمة لتعيد بناءه. وكما قال القدّيس مكاريوس الكبير: "القلب هو مركز الصراع بين النور والظلمة، فاجعل قلبك مسكنًا للنور الإلهيّ، ليطرد كلّ ظلمة فيه."

المؤمن المسيحيّ مدعوٌ إلى التشبّه بالله من خلال انفتاحه على عمل الروح القدس، الذي يغيّرنا ويجعلنا نحيا في نعمة جديدة، بعيدًا عن ارتباطات الإنسان العتيق. وكما قال القدّيس يوحنا الذهبيّ الفم: "حين يسكن الروح فينا، يصبح فكرنا فكر المسيح، وإرادتُنا إرادتَه."

بقدر خضوعنا للروح القدس، نصبح صورةً حيّةً لله، ونعكس طبيعته في حياتنا اليوميّة. وكما يقول بولس الرسول: "لأنّ الذين سبق فعرفهم سبق فعيّنهم ليكونوا مشابهين صورة ابنه" (روما ٨: ٢٩).

لنصلِّ حتّى نرتبط بعلاقة شخصيّة مع الله الحيّ، فننقاد للروح القدس ونحيا وفق توجيهاته. هذه العلاقة ليست مجرّد التزام خارجيّ، بل حياة جديدة مليئة بالمحبّة والقداسة، حيث يجد الله متعته في قلوبنا، ونجد نحن سعادتنا في حضوره.

له المجد والعظمة، الآن وإلى الأبد، آمين.