أنا الذي ينام عندما تعصف الرياح
أخذ الرجل النحيف يعمل عملا جيداً في المزرعة، وكان طيلة الوقت مشغولا من الفجر وحتى غروب
الشمس ، وأحس المالك بالرضا عن عمل الرجل النحيف.
وفي إحدى الليالي عصفت الرياح بل زمجرت عالياً من ناحية الشاطئ، فقفز المالك منزعجًا من الفراش، ثم أخذ بطارية واٍندفع بسرعة إلى الحجرة التي ينام فيها الرجل النحيف الذي عيّنه للعمل عنده في المزرعة ثمّ راح يهزّ الرجل النحيف وهو يصرخ بصوت عالٍ : " اٍستيقظ فهناك عاصفة آتية ، قم ثبِّت كل شيء واربطه قبل أن تطيّره الرياح " . اٍستدار الرجل صغير الحجم مبتعداً في فراشه وقال في حزم : " لا يا سيّدي فقد سبق وقلت لك أنا الذي ينام عندما تعصف الرياح ! "
اٍستشاط المالك غضبًا من ردة فعل الرجل، وخطر له أن يطلق عليه النار في التو و اللحظة ، ولكنه بدلا من أن يضيع الوقت خرج عاجلا خارج المنزل ليستعد لمجابهة العاصفة. ولدهشته اٍكتشف أن كل الحظائر مغطاة بمشمّعات ..والبقر في الحظيرة، والطيور في أعشاشها ، والأبواب عليها أسياخ حديدية وجميع النوافذ محكمة الإغلاق، وكل شيء مربوط جيداً ولا شيء يمكن أن يطير ... وحينذاك فهم المالك ما الذي كان يعنيه الرجل العامل لديه، وعاد هو نفسه إلى فراشه لينام بينما الرياح تعصف .
الدرس المستفاد من هذه القصة هو : أنه حينما تستعد جيداً فليس هناك ما تخشاه. هل يمكنك يا أخي أن تنام بينما رياح الحياة تعصف من حولك؟ لقد تمكن الأجير أن ينام لأنه كان قد أمّن المزرعة جيداً. ونحن يمكننا أن نؤمِّن حياتنا ضد عواصف الحياة .. بربط نفوسنا بقوة بكلمة الله جل شأنه
"جَاهِدْ جِهَادَ الإِيمَانِ الْحَسَنَ، وَأَمْسِكْ بِالْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ الَّتِي إِلَيْهَا دُعِيتَ أَيْضًا، وَاعْتَرَفْتَ الاعْتِرَافَ الْحَسَنَ أَمَامَ شُهُودٍ كَثِيرِينَ" (رسالة بولس الرسول الأولى إلى تيموثاوس 6: 12)