دينيّة
20 نيسان 2017, 12:55

أكبر معمّرة في العالم.. مسيحيّة في الـ117 من العمر

ريتا كرم
"أكرم أباك وأمّك، لكي تطول أيّامك في الأرض الّتي يعطيك الرّبّ إلهك إيّاها" (خر 20/12)، آية ربّما كثيرون لم ينتبهوا قبلاً إلى القسم الثّاني منها، إلّا أنّ الجامايكيّة فيوليت موس براوس تنبّهت لمضمونها فعاشت مطبّقة تلك الوصيّة السّامية، لتضحي اليوم وهي في سنتها الـ117، أكبر معمّرة في العالم وتُلقّب بـ"عميدة البشريّة".

 

ولدت فيوليت في 10 آذار/ مارس 1900، نالت سرّ العماد في الثّالثة عشرة من عمرها، وعاشت ملتحفة بإيمان عميق والتزام كبير في الكنيسة وتعاليمها وباحترام العائلة. معادلة أسّست عليها فيوليت حياتها مختبرة الحبّ الإلهيّ بحسب ما نشر موقع infochretienne، إلى جانب عملها بقطع قصب السّكّر في مزارع عديدة قبل أن تدير مزرعتها الخاصّة وتعمل في الكنيسة كسكريتيرة وخيّاطة وأستاذة موسيقى، وتعاني ما عانته بسبب قساوة الحياة.

هي إذًا أكبر معمّرة مسيحيّة معاصرة، أمضت حياتها ناشطة في حقلي الحياة والرّبّ معمّرة الحجر تلو الآخر مرضية الآب السّماويّ ووالديها الأرضيّين. وهي لعلّها بمثابرتها ومقاومتها لكلّ مطبّات الحياة وانتصارها عليها تعطي جيل اليوم مثالاً في الثّبات في كرمة الآب والاتّكال على معونته، وفي التّجذّر بأرضه الخصبة. فهي ذاك الغصن الثّابت الّذي لم ينزعه الرّبّ بعد عن كرمته لأنّ ثماره وفيرة فاختار على مدار كلّ تلك السّنين أن ينقّيها لتثمر أكثر فأكثر. وهي تذكرّنا اليوم بكلام الرّبّ: "إثبتوا فيّ وأنا فيكم. كما أنّ الغصن لا يقدر أن يأتي بثمر من ذاته إن لم يثبت في الكرمة، كذلك أنتم أيضًا إن لم تثبتوا فيّ." (يو 15/ 4)

اليوم أمام هذا المثل الحيّ، نقف متأمّلين في أسلوب حياتنا متسائلين: هل نحن فعلاً أغصان تلك الكرمة المقدّسة الّتي تثمر ثمرًا طيّبًا ببركة الرّبّ "الكرّام" وتعاليم كنيسته؟ إلى أيّ مدى نحن مساهمون في عمليّة العمار تلك فنبني الكنيسة بشرًا وليس فقط حجرًا؟ هل نحن نرضي الله الآب والكنيسة الأمّ فعلاً وقولاً فنستحقّ العمر المديد؟ أسئلة وإن كثرت تبقى قيد الدّرس والإجابة.