ثقافة ومجتمع
02 نيسان 2022, 07:00

أعذرنا أيّها "المتوحّد"

ماريلين صليبي
هو اليوم العالميّ للتّوعية بمرض التّوحّد، مناسبة حدّدتها الأمم المتّحدة في الثّاني من نيسان/ أبريل من كلّ عام بهدف ضبط التّعامل مع المصابين بهذا المرض وحدّ العنصريّة بالتّقبّل والانفتاح والأخوّة والإنسانيّة.

 

المصاب بالتّوحّد لا ينتمي إلى عالم آخر مختلف عن العالم الذي نعيش فيه، بل هو يختبر ما نعايشه يوميًّا، يتنفّس الهواء نفسه، يأكل ويشرب الغذاء نفسه، وهو قادر على التّفاعل مع الحياة والنّاس والدّروس والأفراح والمشاكل والأمور اليوميّة بشكل طبيعيّ.

فالمرض لم يكن يومًا سيرًا نحو الموت، بل هو ضوء ينير الظّلمة، هو الحلم الذي نجاهد ليتحقّق، هو الإصرار من أجل الصّمود، هو الطّاقة الإيجابيّة وسط الصّعاب.

محاولة دمج المصابين بمرض التّوحّد في المجتمعات محرّك هذا اليوم العالميّ، فالوعي لهذه الحالة من الاحتياجات الخاصّة –لا بل من الإرادة الصّلبة– هاجس الأمم المتّحدة والجمعيّات والوزارات المعنيّة بعمليّة تطوير إمكانات المصابين.

تحقيق هذا المشروع يشكّل تقدّمًا ثمينًا في مجال تقبّل احتياجات الآخر والتّأقلم معها، فالمصاب بالتّوحّد لا شكّ أنّه يشعّ بقدرات يجب اكتشافها وتفعيلها، لأنّ دوره لا يقتصر على أن يكون مادّة للشّفقة أو للتّأمّل من بعيد.

نظرة في الأفق إلى حالة مجتمعاتنا اليوم تؤكّد أنّ "المتوحّد"–كما يليق للبعض أن يسمّيه–  ليس المصاب بالمرض بل العالم أجمع هو المصاب بالمرض، عالم لم يعد يُملِ للعائلة اهتمامًا أو للأصدقاء ضرورة، فبات منغلقًا على نفسه، معزولًا بين جدران مواقع التّواصل الاجتماعيّ، يتخبّط والزّمن بسبب الضّجر والوحدة واليأس.

في اليوم العالميّ للتّوعية بمرض التّوحّد، اعذرنا أيّها "المتوحّد" لزجّك في خانة التّوحّد من قبل أشخاص يعتقدون أنّهم "منفتحين"، فإنّك لَأكثر انفتاحًا منهم إذ إنّك محور المحبّة والاجتماع والرّجاء!