أطفال ولكن...
هم الأطفال العمّال الذين شاءت الحياة أن تُثقل كاهلهم بأعمال تفوق قدراتهم الجسديّة والنفسيّة، وضعتهم أمام تحدّيات قد يعجز أقوى الرّجال عن التغلّب عليها، فحملوا المسؤولية وانتلقوا بعزم في رحلة الحياة الشّاقة.
رحلة الحياة هذه تفرض على الأطفال أسوء أشكال الأعمال وهي تلك المتعلّقة بالإتجار بالبشر وتوظيفهم جبراً لاستخدامهم بالنزّاعات المسلّحة والأنشطة غير المشروعة، أعمال تسرق منهم روعة البراءة فتتركهم يتامى وسط عالم عنيف يحكمه الطّمع والحقد والكراهية.
ينخرط حوالي 16% من أطفال البلدان النامية التي تترواح أعمارهم بين 5 أعوام و14 عاماً، في عمالة الأطفال، ما يدفعنا للسّؤال: أين الحقّ في الطّفولة وأين هي القوانين الدّولية من حماية سلامة الأطفال؟ أين الإنسانية في عالم لا تهزّه رؤية طفل يتسوّل على الطّرقات بدلاً من أن يتغنّى بالعلم أو يلهو في الحدائق والمنتزهات؟
الخطر يُحدق في عالمنا الذي شحّت منه الإنسانية، عالمنا الذي يلبس قناع المثالية حاجباً النظر عن معاناة أبنائه وأطفاله، فمتى تعود البراءة الى عالم سرق الطّفولة من عيون ملائكته؟