أشعيا النّبي.. الرّب خلاصي
خصّ الله أشعيا بنعمة رؤيته، ليكون أداة تنقل رسالته للشعوب كافّة. من أشهر ما تنبّى به أشعيا هو حلول يسوع مكان ملوك الأرض ليكون حكمه أزليًّا.
كما رأى أشعيا الملائكة السّرافيم في مشهد يُحاكي القداسة، وكان كلّ ملاك ينادي قائلًا: "قدّوس قدّوس ربّ الجنود"، تعبيرًا عن قداسة الله وجبروته.
تميّز أشعيا بتواضعه، فكان يُدرك مكانته مشبّهًا نفسه بعامّة الشّعب، ولمّا اعترف بذلّاته، أتاه ملاك حاملًا جمرة كان قد أخذها عن المذبح وقدّمها له كدليل لغفران الله.
وفي أحد الأيّام سمع أشعيا صوت الرّبّ ينادي: "من أُرسل؟"، فأجابه بعزم: "ها أنذا أرسلني"، لبّى النّبيّ النّداء واضعًا نفسه بين يدي الله، مسلّمًا لمشيئته.
ذهب أشعيا يكرز بالنّبؤات مبشّرًا بمجيء المسيح المخلّص، داعيًا الشّعوب إلى التّوبة، مؤمنًا بالله المُرسل، ليفارق الحياة عن عمر يناهز التّسعين عامًا تاركًا أسفارًا ورؤى شكّلت كنزًا في التُراث الدّينيّ؛ فعسى أن يُلبّي كلّ منّا نداء الله ويكون أداة تنقل كلمته إلى العالم أجمع.