أربعة أسماء والمعنى واحد... الصّخرة!
من سمعان بن يونا ومعناه بالآراميَّة السَّامع أو الطَّائع أو الخاضع إلى بطرس أو "كيفا" أو "صفا" أو "بيتروس"، ومعنى هذه الأسماء على التّوالي باللّغات الأربع العِبريَّة والآراميَّة والعربيَّة واليونانيَّة واحد... وهو الصَّخرة.
يُعدُّ هامةَ الرّسل، وبإسمه تبدأ لائحة الرُّسل الإثنيّ عشر في أناجيل متّى، وقد أولاه السَّيِّد مكانةً كبيرةً بسبب غيرته على الإيمان، وكلَّفه مهمَّة بناء كنيسته ورعاية المؤمنين. "أَنْتَ بُطْرُسُ، وَعَلَى هذِهِ الصَّخْرَةِ أَبْني كَنِيسَتِي، وَأَبْوَابُ الْجَحِيمِ لَنْ تَقْوَى عَلَيْهَا" (متّى 16: 18).
إمتلأت حياة بطرس بحسب الإنجيل بالتَّحدِّيات وبالعثرات على حدٍّ سواء وعلى الرَّغم من أنَّه أنكر السَّيِّد المسيح مرّاتٍ ثلاث، إلّا أنَّه لم يخسر ذاته على مثال يهوذا بل كان نموذجًا يُحتذى به للتَّوبة الحقيقيَّة والعودة إلى الذَّات. فما كان منه بعد موت وقيامة وصعود السَّيِّد المسيح إلّا أن حافظ على ميراث المُعلِّم منطلقًا للبشارة في المعمورة ومُرسِّخًا الأخوَّة بين الرّسل وفي الإيمان. وقد لُقّب بحسب بعض المراجع بقائد الرُّسل الإثنيّ عشر.
وخلال هذه المسيرة التَّبشيريَّة أسَّس هامةُ الرُّسل، في منتصف العقد الثّالث الميلاديّ، كرسيَّ رئاسته في أنطاكية مُنشئًا كنيستها الّتي فيها دُعيَ التَّلاميذ مسيحيّينَ أوَّلًا. وبعد ستِّ أو سبع سنواتٍ انتقل ليقيم كرسيَّه في روما حوالى عام 43 م حيث استقرَّ لحين استشهاده مصلوبًا عام 67 في عهد نيرون.
وبناءً عليه، تحتفل الكنيسة كلَّ عامٍ في 18 كانون الثّاني بعيد قيام كرسيِّ بطرس في روما، الّذي يتزامن مع بداية أسبوعِ الصّلاة من أجل وحدة المسيحيّين، وفي 22 شباط بتذكار قيام كرسيِّه في أنطاكية.