قدّيسو وآباء الكنيسة

عيد القدّيس 1 تشرين الأول

القديس رومانوس المرنم

الكنيسة الأرثوذكسيّة

لا نعرف الكثير عن القدّيس رومانس، ولكننا نعرف انه ولد في مدينة حمص وصار شماس كنيسة بيروت، ثم انتقل إلى مدينة القسطنطينية في أيام الإمبراطور اناستاسيوس الأول والبطريرك اوفيميوس (490- 496 م).

‏كان، منذ نعومة أظفاره، مشتعلا بحب الله‏، سالكاً في الفضيلة، أميناً على خدمة والدة الإله، مثابراً على طقوس الكنيسةٌ. رغبته في تمجيد والدة الإله كانت جامحة، لكن مواهبه ومقدرته الصوتية كانت دون طموحاته. وحدث، مرة، خلال سهرانة عيد الميلاد المجيد، في كنيسة بلاشيرن في القسطنطينية، أن ظهرت له والدة الإله وفي يدها دِرْجُ ناولته إياه ليأكله. وحالما ذاقهُ ملأت حلاوةٌ فائقةٌ فمَهُ فصعد على المنبر وراح يرتل بصوت ملائكي النشيد المعروف بالقنداق لوالدة الإله: اليوم البتول تلدُ الفائقَ الجوهر، والأرض تقرِّب المغارة لِمنْ هو غَيرُ مقترب إليه. الملائكة مع الرعاةُ يُمجدون، والمجوس مع الكَوكب في الطريق يَسيرون، لأنه قد وُلِد من أجلنا صبي جديد، الإله الذي قبل الدهور.

‏ومنذ ذلك الحين تدفقت موهبة الروح القدس فيه واستمرت إلى يوم رقاده. وقد أخرج عدداً هائلاً من الأناشيد غطى معظم أعياد السنة الليتورجية. ورومانس هو مبدع الأناشيد المعروفة بالقنداق. والقنداق مجموعة مما يسمى بالأبيات يتراوح عددها بين العشرين والأربعة والعشرين بيتاً، يتضمن كل بيت فيها عدداً من الطروباريات. يقال أن القديس رومانس أنتج ألفا من هذه القناديق، لم يبق منها اليوم إلا ثمانون. ومن القناديق المنسوبة إليه مديح والدة الإله الذي اعتادت الكنيسة إنشاده، خلال فترة الصوم الكبير من السنة.

‏يُذْكَر أن القديس رومانس هو أول من اعتاد أن يضع حرف (T) باليونانية قبل اسمه، والحرف يشير إلى كلمة (Tapinos‏) التي تعني الحقير أو الذليل. هذه العلامة ذاتها اعتمدها الأساقفة فيما بعد فجاء‏ت بشكل صليب صغير.

‏في صلاة المساء الخاصة بعيده، ترتل له الكنيسة الأنشودة المعبرة التالية: يا أبانا المكرم رومانس، لقد صرت مَبدأ للخير وعلّة للخلاص، ‏ولما وضمت أناشيدك الملائكية، أَثْبَتَّ، في الحقيقة، قداسة سيرتك. فابتهل إلى المسيح الإله أن يحفظ مرتليك من التجارب والأخطار.

‏رقد القديس رومانس في الرب، في مدينة القسطنطينية، شماسا في الكنيسة العظمى، في العام 530 للميلاد.