القدّيس أمبروزيوس
الكنيسة اللّاتينيّةوُلِدَ في مدينة "ترِير" (في ألمانيا اليوم) عام 340 م، من عائلة رومانية نبيلة. درس في رومة ثمّ صارَ حاكمًا لمدينةِ ميلانو، التي كانَت عاصمةَ الإمبراطوريّةِ آنذاك. كانَ لهُ دورٌ في إدارةِ الخلافاتِ بين المسيحيينَ والآريوسيينَ، وهو لم يزل مَوعوظًا، قبلَ أن يقتبِلَ المعموديّة. بالرغمِ من ذلك، وبسببِ علمِهِ وفضائلِهِ وبلاغتِهِ، طلبَ المسيحيّونَ تنصيبَهُ أسقفًا على المدينةِ، فتَعمَّدَ وسيمَ أسقفًا في مثل هذا اليوم من عام 374. كان راعيًا حقيقيًّا ومعلِّمًا للمؤمنين. دافعَ بقوَّةٍ عن حقوقِ الكنيسة. وقفَ في وجهِ الطغاةِ، ولم يتردَّد في منعِ الإمبراطورِ ثيودسيوس الكبير مِن دخولِ كنيسةِ ميلانو، جزاءً لهُ على المظالمِ الوحشيةِ والمذابحِ، التي أمرَ بها في تسالونيقي. قاومَ هرطقةَ الآريوسيِّين مثبِّتًا تعليمَ الكنيسةِ القويم. كانَ واعظًا بليغًا، استطاعَ بكلامِهِ أن يهديَ القدّيس أغسطينُس الذي كانَ من أتباعِ المانوية. تركَ لنا إرثًا روحيًا كبيرًا في كتاباتِه العديدة.
رقدَ في الرّبّ يوم سبت النُّور في 4 نيسان (أبريل) من عام 397.
من أقوالِه: «تَبقَى كنيسةُ الرَّبِّ المبنيّةُ على صخرةِ الرُّسُلِ صامدةً لا تتزعزعُ بيَن تيّاراتِ العالمِ، وتبقى راسخةً على أُسُسِها أمامَ الهَجَماتِ المتلاحقة».