قدّيسو وآباء الكنيسة

عيد القدّيس 15 أيلول

القديسة مريم البتول المتألمة

الكنيسة اللّاتينيّة

بعد أن ﭐحتفلنا يومَ أمسٍ بعيدِ رفعِ الصليبِ المقدّس، الذي به خلَّصَنا المسيحُ بآلامِهِ، تُوجِّهُ الكنيسةُ أنظارَنا اليومَ إلى والدةِ الإلهِ التي شاركَتِ ﭐبنِها في عذاباتِهِ لأجلِ خلاصِ البشر. بهذا تَحقّقتْ نبوءَةُ سمعانَ الشيخِ الذي حملَ بين ذراعَيهِ الطفلَ يسوعَ وقالَ لمريم: «وأنتِ سيَنفُذُ سيفٌ في نَفسِكِ» (لو 2: 35).

إنّ ﭐشتراكَ مريمَ بآلامِ المُخلّصِ هيَ دعوةٌ لكلّ مسيحيّ ليعيشَ وصيّة يسوع: «مَن أرادَ أن يتبَعَني فليَزهَدْ في نَـفْسِهِ ويحمِلْ صليبَـهُ كُلَّ يومٍ ويتبَـعْني» (لو 9: 23). لهذا يُنبّهنا القديسُ بطرسُ في رسالتِهِ قائلًا: «تأَلَّمَ المسيحُ مِن أَجلِكُم وترَكَ لَكم مِثالًا لِتقتَفوا آثارَہُ ... فـﭑفرَحوا بِقَدْرِ ما تُشارِكونَ المسيحِ في آلامِهِ، حتَّى إذا تَجَلَّى مَجْدُہُ كُنتُم في فَـرَحٍ وﭐبتِهاج» (1 بط 2: 21؛ 4: 13).

إنّ آلام المسيحيّ هي مِثلُ آلامِ مريمَ، مشاركةٌ في الفداءِ، كما يؤكّد بولس الرسول: «يَسُرُّني الآنَ ما أُعاني لأَجلِكم فأُتِمُّ في جَسَدِي ما نَـقَصَ مِن شَدائِدِ المسيحِ في سَبيلِ جَسَدِہِ الَّذي هو الكَنيسة» (قولُسّي 1: 24).