القدّيسة الشهيدة فبرونيا
الكنيسة المارونيّة
كانت فبرونيا من مدينة نصيبين. تيَتّمت وهي طفلة فعنيت بتربيتها خالتها الشمّاسة برابتيا رئيسة دير الراهبات تربية مسيحية صحيحة. فعكفت على ممارسة الفضائل ونذرت بتوليتها للسيد المسيح. فتسامت في الكمال حتى فاقت جميع الراهبات وصارت لهن خير قدوة في حفظ القوانين والقيام بجميع الواجبات.
وفي أيام الاضطهاد، عرف الوالي سالينوس بما كانت عليه فبرونيا من شهرة القداسة فأرسل جنوده في طلبها فدخلوا الدير عنوة، وما رأتهم برابتيا الرئيسة، حتى هلع قلبها وعرفت بقرب المعركة. فأسرعت إلى ابنتها فبرونيا تودّعها بذرف الدموع وتشدّد عزمها على الثبات في محبة المسيح حتى الموت.
فتسلّمها الجنود وذهبوا بها إلى الوالي. فجاهرت بأنها مسيحية ومستعدة لأن تحتمل العذاب لأجل يسوع المسيح، فاديها الإلهي.
فحاول سالينوس اقناعها بأن تشفق على شبابها وأن ترضى بأن تكون زوجة لصديقه الشاب لسماخوس الذي كان على يمينه، فقالت: "إنّ العريس الذي اخترتُه هو يسوع المسيح الإله الذي لا يموت".
فأمر بها الوالي فمزقوا جسدها بأمشاط من حديد، حتى تناثرت لحمانها وسالت دماؤها، وهي ثابتة تشكر الله، ثم قطعوا ثدييها ويديها ورجليها ووضعوا جمراً على محل القطع، فصرخت الشهيدة قائلة: "يا إلهي وسيّدي، أَلا انظُر إلى عذابي واقبل روحي بين يديك!". فطارت نفسها الطاهرة إلى الاتحاد بعروسها السماوي في مجده الأبدي سنة 304.
وعلى أثر استشهادها، آمن لسماخوس ورفيقه بريموس بعد أن شاهدا عذابها وثباتها وزهدها في الدنيا.
ويروى أنّها كانت تتراءى للراهبات في موضعها في الخورس وتشاركهن في الصلوات الفرضية، ولا تلبث أن تتوارى عن الأنظار. وقد شيّد أسقف المدينة كنيسة فخمة على اسمها. صلاتها معنا. آمين.