القدّيسة الشهيدة جوليا البتول
الكنيسة المارونيّة
كانت جوليا من مدينة قرطاجنة. أُسرت. فابتاعها رجل من سوريا اسمه اوسابيوس. فكانت جارية عنده تخدمه بكل نشاط وأمانة. وتحثُّ الخَدَم على ذلك. وتعلمهم قواعد الايمان المسيحي. مذكرة اياهم بوصية القديس بولس الرسول للعبيد نحو اسيادهم وكانت مثابرة على الصلوات والتأملات وقهر أميال الجسد بالاصوام والاماتات.
فجاءت يوماً مع مولاها الى جزيرة كورسيكا، حيث اشترك في حفلة تكريم اله الشجرة. فأبدت جوليا مقتها خرافات الوثنية مزدرية بها، فبلغ ذلك مسامع الوالي فاستحضرها وكلفها أن تشترك في ذبيحة الآلهة فيعتقها ويحررها. فأجابته بجرأة وصراحة:" انا حرة بايمان المسيح. ومعاذ الله أن أشتري الحرية بجحود معتقدي وإيماني". فصفعوها على فمها ووجهها حتى امتلأ فمها دماً وهي صابرة صامتة. ثم سحبوها بشعرها وجلدوها جلداً قاسياً، حتى تمزقت لحمانها، فتحملت ذلك بصبر عجيب. أخيراً صلبوها على خشبة. فابتهجت بأن تشابه فاديها الالهي بموتها على الصليب، حيث طارت روحها الطاهرة الى التمتع بالمجد السماوي مع العذارى الشهيدات. وكان ذلك في أواسط القرن الخامس. صلاتها معنا. آمين.