قدّيسو وآباء الكنيسة

عيد القدّيس 29 أيلول

القديس روحانا – وهو كرياكوس الناسك

الكنيسة المارونيّة

لفظة روحانا سريانية معناها الروحاني لُقِّب بها القديس كرياكوس "عبد الرب" لاتحاده بالله وكثرة تأملاته وشغفه بالاعمال الروحية.
ولد كرياكوس سنة 448 في مدينة كورنتس التي بشرها القديس بولس. كان والداه فاضلين تقيين لا غبار عليهما، وكان اسقف المدينة خاله فعني بتربيته وتثقيفه على اكمل وجه. ولما بلغ اشده رسمه شماساً، ولكثرة مطالعته الكتب الروحية وتأمله حياة السيد المسيح، مالت نفسه الى حياة الوحدة والتأمل. واثناء زيارته الاراضي المقدسة ذهب الى دير القديس جراسيموس حيث ترهب، فكان راهباً نشيطاً، مطيعاً يهتم بالتأملات الروحية كثيراً، لا يأكل الا مرة واحدة في اليوم. فأحبه القديس جراسيموس جداً، حتى كان يصطحبه كل سنة للاختلاء في البرية ايام الصوم الاربعيني.


ولما توفي القديس جراسيموس سنة 475 ذهب روحانا الى المناسك يتأمل ويصوم ويصلي، ثم اتى الى دير سوكا وقام بخدمة المرضى واستقبال الزائيرين والمسافرين. ثم ارتسم كاهناً لاجل خدمة الكنائس واخوتهِ الرهبان فكان ذلك الكاهن المثالي يتفانى في خدمة النفوس بما اوتيه من علم وغيرة رسولية. واستمر مواظباً على ذلك مدة تسع وثلاثين سنة. كان موضع ثقة جميع النساك ومحبتهم واحترامهم.
ثم اراد التوغل في البرية فذهب مع تلميذه يوحنا واخذ يتنقل من قفر الى قفر مبالغاً في عيشته النسكية فمنحه الله صنع العجائب وذاع صيت قداسته فتقاطرت الناس اليه وكان يشفي المرضى ويطرد الشياطين باشارة الصليب.
ولما كانت هرطقة اوريجانوس قد تسربت الى بعض الاديار، جاء يقاومهم ويرشد رهبانه ويبين لهم اضاليل تلك الهرطقة ويعزيهم في جهادهم ويشجعهم على التمسك بالايمان الحق. وقضى ايامه الاخيرة في كهف القديس خريطون الكبير مثابراً على خطته المثلى بالقداسة الى ان رقد بالرب سنة 554 وله من العمر مئة وسبع سنين. صلاته معنا. آمين!