قدّيسو وآباء الكنيسة

عيد القدّيس 6 تشرين الأول

القديس توما الرسول

الكنيسة المارونيّة

توما الملقَّب بالتوأم كان من الجليل نظير سائر الرسل. دعاه الرب فلبَّى الدعوة تاركاً كل شيء. لازم معلمه الالهي مستميتاً في حبه. ولما كان اليهود يطلبون رجم يسوع اظهر توما شدة تعلقه بمعلمه، فقال للتلاميذ اصحابه:" لنذهب نحن أيضاً ونمت معه" ( يوحنا 11: 16). وفي ليلة العشاء السرِّي عندما قال السيد المسيح:"انتم عارفون الى اين اذهب وتعرفون الطريق" ابتدره توما بهذا السؤال:" يا رب، لسنا نعرف الى اين تذهب وكيف نعرف الطريق؟" – اجابه يسوع بهذه الآية الخالدة:" انا الطريق والحق والحياة، لا يأتي أحد الى الآب إلاّ بي"(يوحنا 14: 5 -6).
وبعد القيامة قال التلاميذ لتوما: اننا قد رأينا الرب، فقال لهم:" ان لم أعاين أثر المسامير في يديه واضع إصبعي في موضع المسامير واضع يدي في جنبه، لا اؤمن". شكَّ توما وقد يكون الشك سبباً لاظهار الحقيقة. وبعد ثمانية ايام اتى يسوع ووقف في الوسط وقال: السلام لكم. " ثم قال لتوما: هاتِ إصبعك الى ههُنا وعاين يديَّ وهات يدك وضعها في جنبي. ولا تكن غير مؤمن، بل مؤمناً". فانطرح توما على قدمي يسوع وقال:" ربي والهي". فقال له يسوع:" لانك رأيتني، يا توما، آمنت فطوبى للذين لم يروا وآمنوا". (يوحنا 20: 19 – 29).

بهذا الايمان الراسخ قام توما يبشر بالانجيل في اليهودية، نظير الرسل. ثم سار الى الشرق، كما يقول الاباء، والتقى بالمجوس الذين كانوا اتوا الى بيت لحم وسجدوا للطفل الالهي، فعمّدهم وعاونوه في التبشير في بلدانهم. وجاء الرسول الى الحبشة، حيث جعل في اولئك القوم السود الوجوه قلوباً بيضاء بماء المعمودية، كما يقول القديس يوحنا الذهبي الفم.
ثم تابع سيره الى الفرس حتى الهند التي دخلها، كما يقول سمعان متفارستي، يبشر ويعمِّد ويقيم الاساقفة والكهة، ويرد الكثيرين الى الايمان بالمسيح. وبينما كان يصليّ يوماً، هاجمه كهنة الاصنام ورجموه بالحجارة وطعنوه بحربة في عنقه، ففاز باكليل الشهادة في السنة 75 للمسيح. صلاته تكون معنا...