.نهديكِ السلام يا أُمَ الله القوي الجبار
الذي أوعَب السما والأرض عزًّا واقتدار،
نهديكِ السلام يا من أضحت أُمَ المختار
قبل كونِ الشمس وهي بتولٌ فخرُ الأبكار.
نُهديكِ السلام يا أمّ الابن وابنةَ الآب
الرب القديم الذي قد جبل آدم من تراب
نهديكِ السلام يا مَن ولدتِ ربّ الأرباب
الذي صوَّر حواء لآدم ليشكرا الوهّاب
إفرحي يا مَن مِن ثديَيكِ غَذَوتِ الخالِق
حليبًا كافيًا وهو الكافي جميع الخلائق،
يا مَن حملتِ على ذراعيكِ بحبٍ فائق
مَن تزيِّحُهُ قوّاتُ العلى فوقَ المشارق.
للبتول مريم يُعطي الطوبى جميع القبائل
لأن المولود منها قد محا صكّ الرذائل،
ونحنُ الضُعفا لديها نقدّم خيرَ الوسائل
قائلين اشفعي يا مجيبةً كُلَّ راجٍ وسائل.
تضرّعي إلى الذي من نقاوتك كصبحٍ قد أضاء
ليرحم جمعًا لتكريم ذكرك وافى وارتضى،
ويقبل منّا بتوسّطكِ قربان الرضى
عن أنفسنا ما دام البقاء في يوم القضاء.
نمجّدك يا من أشرق منها وبدّد الغيوم
بطبعيه بدا ومشيئتيه وحيد الاقنوم،
لك ولوالدك وللروح القدس شكرٌ محتوم
ثلاثة أقانيم إلهٌ واحد ليسَ بمقسوم.
نهديك مجدًا يا أيها الآب والابن الوحيد
والروح القدس لنُعطى رحمةً في الدهر الجديد