أرسل الله ابنه الوحيد

أرسل الله ابنه الوحيد نوراً للأممْ
واحتجب في حشا مريم البتول ومنها تجسَّمْ
أشرق نجمه في حدود فارسْ كما قال بلْعَامْ
وأنار المجوسْ فحَمَلوا إليه هَدايا الإكرامْ
هللْ هللْ هللُونُه

عجيباً قوياً دعاهُ أشعْيا وعنهُ ترنَّمْ
بأنه يحملْ على منكبيهِ سُلْطانَهُ العَامْ
قد كان كَلمة بَلْ رعد أصواتْ وشبْلَ ليثٍ أعظمْ
فأضحى ساكتاً وحَمَلاً وديعاً في بطنِ مَرْيَمْ
هللْ هللْ هللُونُه

تسعةَ أشهرٍ حمَلَتْ مَرْيَمْ بحاملِ الأكوانْ
ولم تُحسَّ منهُ بثقلٍ لأنه إلهٌ وإنْسانْ
زادها طهراً ومكثتْ بتولاً تُدهِشُ الأذهانْ
قبلَ الميلاد وفيه وبعدهُ وما دامَ الذَّمانْ
هللْ هللْ هللُونُه

في حالِ الحلولْ تصوَّرَ كاملاً وجسْمُهُ ما برحْ
متحداً بالنفسِ وبدهْنِ الفرَحْ مسيحاً انْمسحْ
بالحلول والخروجْ وسكناهْ بأمّهِ عجيباً اتَّضحْ
فالطّبعُ ابتعد وبان فعل الرّوحْ كما افْرامُ أوْضَحْ
هللْ هللْ هللُونُه

نُمَجِّدكَ يا من ظهر بأمِّه إنساناً يدومْ
باتّحاد طبْعينْ ومشيئتينْ في وحدة الأقنومْ
لك ولوالدكْ وللروح القُدُسْ شُكرٌ محْتومْ
ثلاثة أقانيم إلهٌ واحدْ ليسَ بمقسومْ
هللْ هللْ هللُونُه