يا شعبي وصحبي

يا شَعبي وصَحْبي، أينَ عَهدُ الأَيمانْ
أينَ الوَفا بالحب والوَدادْ والرِّضوانْ
كالقاتِلْ والعَدو دَفعتُموني للهوانْ
وما بينَ اللِّصَّين، صلبْتُموني عُرْيانْ
تُرى ماذا عَملي فصارَ هذا جَزائي!
تُرى مَنْ هو المُدّعي، وما هو وُجوبْ قضائي!
أما تَذكرونَ الجميلْ أما تَذكرون سَخائي؟
كَمْ عليلٍ كَمْ سَقيمْ قد شَفاهُ اعتِنائي!
يا ناظرينَ شِدَّتي، يا مُبْصِرينَ بَلوَتي
يا سامِعينْ بُكائي وحَسَرات والِدتي
هلْ وَجدْتُم مَنْ بُلي واصابَتْهُ مَصيبَتي؟
هلْ مَنْ سُقي كأسي واستَطْعَم مَرارتي؟
يا مريم أمّي، نَحيبُكِ يَزيدُ أدْمُعي
إرحَميني أُسكتي، أُترُكيني إرْجَعي!
يا أبتاه لماذا تَتركُني بِوَجَعي؟
خَنقَتْني الحسَراتْ وتَمزَّقَتْ أضلُعي!