قامَتْ مَريَم بِنتُ داوُد حِذاءَ العُودْ
تَندُبُ ابنَها المصلوبْ بأيْدي الجُنودْ
رُمْحُ الحُزنِ غائِصْ في نَفْسِها
ومِنْ ألمِهِ غابَتْ عنْ حِسِّها
ثُمَّ فاقَتِ الوالدَةْ
وصاحَتْ آهْ يا وَلداهْ
حبيبي حبيبي يا وَلداهْ خاطِبْني
كيفْ أراكَ عُرْيانْ ولا أنْدُبَكَ يا ابني
أَوجاعَكْ حرقَتْ أكبادي
آلامَكْ خَرَقَتْ فُؤادي
كيفَ تَحيا والدتَكْ
يا وَلداهْ بَعْدَ مَوتَكْ
يا عِزَّ أمِّكَ وثَمرَتَها الفَريدَةْ
يا وحيدَ أبيكْ وصُورتَهُ المجيدَةْ
إفتراقَكْ كَسِكِّينْ جَرَحَتْني
وعذابَكْ كَحرْبةْ طَعنَتْني
إِسْمَحْ لي أمُتْ قبلَكْ
ولا أنْظُرْ أحوالَكْ
ثَمرَةَ أحشاي ما هذِهِ الحالَةْ
دماؤُك تَجري والضَّرَبات بِكَ حالَّة
مَنْ يَرثي لِحالي مِنْ جَرائَكْ
مَنْ يَمزُجْ دِمائي بِدِمائَكْ
أنتَ مَصلوبٌ في الصّليب
وأمَّكْ تَزيدُ في النَّحيبْ
ما هذهِ الكلُومْ في جِسمِكَ الطَّاهِرْ
أبدَلَتْ حُسنَكْ وجمالَكَ الزَّاهِرْ
بَهاءُ وجهَكْ تَغيَّرْ بالاصْفِرارْ
ودُموعَكْ تَذْرِفْ كالأمْطارْ
حسَراتَكْ أذابَتْني
عذاباتَكْ أَوْهَتْني
يا أمَّ يسوعْ بِنْتَ الآبِ الأكرَمْ
يا عَروسَ الرُّوحِ القُدّوسِ الأعظَمْ
أَشْرِكينا بآلامِ فادِينا
زَيِّنينا بِنعمَة بارينا
لِنَخْدُمَكِ على الدَّوامْ
مَدى السَّاعاتِ والأيّامْ