فليكــن موت ابنــك حيـاةً لطالبيهـــــا
أنا الأمُّ الحزينة ومَا مَن يُعزِّيها
بنتُ صهيون قد بكت فأبكتْ ناظريها
جرَّعها مَرارةً أعَزُّ مُحبّيها
دُموعها على الخدّين فاضت مجاريها
هل رأيتمْ أُمًّا ثَكلى تُحاكيها
وحيدُها فوق الصليب باكٍ يُناديها
زادوا جِراحًا على جراحٍ أقاسيها
حُسَّادي اقتسموا ثيابًا أرتديها
طَوَّلوا ألسنتَهم وسمُّ الصِّلِ فيها
يهوذا أميني غدا خَدَّاعًا سفيها
كأسُ الموت ذُقتُها حُبًّا بساقيها
لَهفي على أمّة قتلتْ راعيها
ناحَ الحمامُ على تشتّتِ أهْليها
سِراجُ صهيون انطفا وضاقتْ بساكنيها
عذارى أورشليم تبكي على بنيها
فيضَ الدموعِ أجرت على فقدِ فاديها
صبغوهُ بالدِّما صَبغةً يبتغيها
قلبُ مريم تلظّى وقلبُنا يُناجيها
روحهُ قد زَهقتْ والحزنُ يُسليها
شمسُ الكون أظلمت على موتِ باريها
تعالوا لدى مريم أمَّه نعزِّيها