شروحات واقتراحات
السرّ هو عمل حسِّيّ وضعه ربّنا يسوع المسيح لتقديس الإنسان، وبنيان "جسده السرّي"، أي الكنيسة. وأوّلا الأسرار هو سرّ المعمودية، سرّ الميلاد الجديد، فيه يولد الإنسان إبناً بارّاً لله، من حشاً روحيّ، من مياه المعمودية، بقوّة الرّوح القدس.
سرّ المعمودية هذا هو باب الكنيسة، يُوسم بقوّته المعمَّد وسماً لا يُمحى، فينضمّ إلى "جسد المسيح أي الكنيسة، ويخضع لسلطتها وشريعتها، ويؤهّل لقبول أسرارها".
سرّ المعموديّة هو أيضاً سرّ الخلاص والفداء، سرّ موت الرّبّ يسوع وقيامته ممجَّداً. وإذ يكفر العرّاب والعرّابة بالشيطان، باسم المعمّد، ويعترفان بإيمان المسيح، يؤكّدان على أنّ المعمَّد مات عن الإنسان العتيق، الّذي وُلد فيه بالجسد، و وُلِدَ إلى الحياة الجديدة، بقوّة الرّوح القدس، وعلى أنّ مسؤوليّة تربية المعمّد وتعليمه التعليم المسيحيّ القويم تقع عليهما شخصيّاً، بعد الوالدَين.
تسبقُ "رتبة العماد" مرحلةٌ تحضيريّة.
المرحلة التحضيريّة
لا بدَّ من "مرحلة تحضيريّة" تمتدُّ على فترة من الزمن، تسبق الاحتفال برتبة العماد، وتشمل الوالدَين، وطالب العماد(ولو طفلا) والعرّاب والعرابة ومن شاء من أبناء الرعيّة. تتجذّر هذه المرحلة في التقليد العماديّ عامّة، وهي توافق، تاريخيّاً، مرحلة "الموعوظيّة"،وتستلهمها لزمننا الحاضر.
إضافة إلى ذلك، إنّها تُفسحُ في المجال للقاء شخصيّ وحوار ضروريّ مثمر بين خادم الرعيّة والوالدَين، بغية التعرّف إلى نيّتهما في طلب العماد لولدهما، وإلى مدى وَعيهما لهذا الحدَث ومدى إمكانيّتهما بتوفير تربية مسيحيّة للمعمَّد الجديد واستعدادهما لذلك.
تتضمّن هذه المرحلة العناصر التالية:
لقاءات رعويّة روحيّة
ينظّم خادم الرعيّة، لقاءاتٍ رعويّة للصلاة والتوعية الرّوحيّة، تتناول مفهوم العماد، ومسؤولية الإطار العائليّ المباشر في تربية مسيحيّة إنجيليّة. يُشارك في هذه اللقاءات، ضرورةً، الوالدان، والعرّاب والعرّابة، إضافة إلى هؤلاء، يشارك مَنْ يشاء من المؤمنين أبناء الرعيّة. فيتكوَّن إطار كنسيّ، مباشر وغير مباشر، يُرافق طالب العماد في مسيرته ويأخذه على عاتقه.
وهكذا تصبح المرحلة التحضيريّة مناسبةً لتوعية الأهل على هويّتهم المسيحيّة، وعلى دورهم في بناء الكنيسة، ومسؤوليّتهم فيتسليم وديعة الإيمان إلى أبنائهِم. كما تكون أيضاً مجالاً لنشاط رعويّ داخل الرعيّة،من قِبَل من تَوَلّى شؤون الرعيّة، والجهاز المُساعد له.
بركة الولد والوالدين في البيت أو في الكنيسة
من الأفضل أن يُنظّم كاهن الرعيّة مع العيلة والأصدقاء لقاءات روحيّة رعويّة حول سرّ المعموديّة ومعانيه في البيت، أو في الكنيسة وذلك لتستعدَّ العائلة بكاملها لرتبة العماد المقدّس، وتشترك فيها إشتراكاً فعّالاً، ليس فقط بمظاهر اجتماعيّة دنيويّة، بل بالتأمّل الرّوحيّ العميق حول أبعاد سرّ المعموديّة وسرّ الميرون.
بعض المراجع الكتابيّة لهذه اللقاءات الرّوحيّة نجدها في نصوص قراءات رتبة العماد المقدّس (من صفحة 36 إلى صفحة 42). في أثناء هذه اللقاءات تتمّ البركة على الولد والوالدين.
رتبة دخول الوالدة والطفل إلى الكنيسة
هذه الرتبة موضوعة للأطفال فقط، ذكوراً و إناثاً، دون البالغين. فإذا أتت الوالدة مع ولدها إلى الكنيسة في يوم تعميده أو في يوم آخر قبله، فليُتمّ الكاهن هذه الرتبة.
بُنية رتبة العماد
• خدمة الكلمة
• ختم الطفل بالصّليب المقدّس:
- الكفر بالشيطان
- الإيمان بالثالوث الأقدس وبالكنيسة
- قانون الإيمان
• تقديس مياه المعمودية
المسحة بالزيت المقدّس على الجبهة
يجب إعادة اعتبار "المسحة بالزيت المقدّس على الجبهة"، مع وضع اليد، ودعوة الرّوح القدس، على رأس طالب العماد، نظراً لتجذّرها في تقليد الكنيسة الأولى، والتقليد السريانيّ، ونظراً لمعانيها، إذ ترتبط مباشرة بفعل الإيمان الّذي قام به طالب العماد. تردُّنا هذه المسحة إلى تقليد العهد الجديد الّذي، في إطار العماد، يُنوِّه بعمل الرّوح القدس في تكوين الإيمان ونشأته في طالب العماد، بإصغاء هذا الأخير إلى كلمة الحقّ. فقبل أن ينال ختم الرّوح بالعماد، يتلقَّى طالب العماد مسحةً من الله: فلقد سكب الله فيه كلام الإنجيل،وأنمى في قلبه الإيمان بكلمة الحقّ: "وفيه أنتم أيضاً، وقد سمعتم كلمة الحقّ، إنجيل خلاصكم، وآمنتم، وخُتمتم بالرّوح القدس الموعود به" (أفسس 1/13).
يُسمّي يوحنّا الرسول "مسحة" كلمة قالها الرّبّ يسوع، ثمّ تعمّقت في قلوب السامعين بالإيمان وبفعل الرّوح القدس:"وأنتم، فالمسحة الّتي تلقّيتموها منه ثابتة فيكم، ولا حاجة بكم إلى أحد يُعلِّمكم، فاثبتوا فيه، كما تُعلِّمكم مسحته في كلّ شيء، وهي حقّ لا كذب فيه، فاثبتوا فيه، كما عَلَّمَتْكُمْ" (1 يوحنّا 2/27).
هذا يعني أن المؤمن أُعطي، بفعل إيمانه، هُوّيّة تتَّصفُ بكونها "وسماً بالرّوح"، يحمله ولا يُنزع منه. فما كان يُقالُ على سبيل المجاز في العهد الجديد، تَحوَّل مع الزمن إلى رتبة، رتبة المسحة بالزيت المقدَّس إثر فعل الإيمان، في التقليد السريانيّ.
ومن معاني هذه المسحة:
ترتبط المسحة مباشرةً بفعل الإيمان الّذي يقومبه طالبو العماد، بها يقتبل هؤلاء، من خلال الحركة (وضع اليد) والكلمة (دعوة الرّوح القدس) الظاهرَتَين، "الوسم" الخفيّ باسم الثالوث الأقدس، وهذايعني، أوّلاً من قَبِل الله، قبول فعل الإيمان الّذي قام به طالبو العماد، وقد تكوَّن ونشأ فيهم بإصغائهم إلى كلمة الحقّ، ضمن إطار الكنيسة، مدرسة الإيمان، حيث تُشرح الكلمة وتُوزَّع.
وتعني هذه المسحة، ثانياً، "الوعد" بالرّوح، الّذي سيفيض على المعمّدين الجُدُد، بفعل العماد الّذي يُتوّج مسيرة التنشئة، فالمسحة بالزيت تُشيرُ مسبَقاً إلى نتيجة العماد هذه، أو إلى العماد بالرّوح القدس.
وتعني هذه المسحة، أخيراً، "تقديس" طالبي العماد تقديساً كيانيّاً كاملاً: "... ولتتقدّس أجساد ونفوس عبيدك،الموسومين بك ...".
• خلع الملابس الخارجيّة
يُؤتى بالطفل إلى العماد في ملابسه العاديّة، وتُخلَع عنه قبل العماد، إعادة لإعتبار رمزيّة ترك الإنسان القديم، أو التعرّي منه، فاللباس يُشكّل مع لابسه وحدةً كيانيّة، وهكذا، تصبح هذه الرتبة تجسيداً لمفهوم الكفر بالشيطان.
• العماد
من المفضَّل العماد بالتغطيس، إعادةً لرمزيّتها الخلاصيّة. ما كان للعماد المسيحيّ هذا البُعد، إلاّ لأنّ المسيح المخلّص اقتبل العماد، وَفَهِمَه هو شخصيّاً كاستباق لموته وقيامته. هذا، ويشهد على العماد بالتغطيس مُجمَل التقليد المارونيّ المخطوط. كما يمكن أن يتمَّ عماد الأطفال والبالغين من العمر بصبّ الماء المقدّس على جبهتهم ثلاث مرّات، ترافقه دعوة الثالوث الأقدس الّذي يُطهِّر الإنسان بقوّته، وله يُكرَّس.
صيغة العماد يجب أن تكون على الشكل الآتي:"يُعمّد فلان...".
• اللباس الأبيض الجديد
يُعطى اللباس الأبيض للمعمّد الجديد، تعبيراً عن الوضع الجديد، أو الإنسان الجديد، الّذي صار إليه المعمّد.
• سرّ المسحة بالميرون
تعني هذه المسحة، "تثبيت" طالبي العماد في الإيمان الّذي أعلنوا عنه، أو في "معرفة الله"،صوناً لهم من الرجوع إلى ظلمات الجهل والضلال: "ولتثبَّت ضمائرهم بمعرفتك"، فمعرفة الإنسان تتّسم بطبع الإنسان، تبقى جزئيّة وناقصة، وعرضة للتشويه والتضليل، وكذلك ضميره يشوبه التردّد وسرعة التغيير.
تمنح الكنيسة سرّ الميرون أو التثبيت، بعد العماد مباشرة، بوسم المعمّد بالميرون ودعوة الرّوح القدُس. ولا يمنح هذا السرّ،كما سرّ العماد، إلاّ مرّة واحدة في الحياة، لأنه يَسمُ الإنسان وسماً لا يُمحى، وينتدبه لخدمة المسيح والشهادة له قولاً وعملاً.
تأتي "المسحة بالميرون" على الجبهة تعبيراً لطبيعة العماد: "رائحة الإيمان الحقّ الطيّبة"، و "طابعوملء نعمة الرّوح القدس".
إضافة إلى ذلك، تشير المسحة بالميرون المقدّس على الجبهة، ثلاث مرّات، باسم الثالوث الأقدس وبشكل صليب، إلى ما صار إليه المعتمد بفضل عماده: رسولَ المسيح وشاهداً له، لأنّه بعماده لبس المسيح، وحمله رائحة عذبة طيّبة، يفوح بها من خلال عَيشه وكلامه.
• التطواف بالمعمّد الجديد
يوضَع "جرن العماد" خارج مبنى الكنيسة، أو أقلّه عند طَرَفها الخَلفيّ، ليصيرَ "التطواف" بالمعمّد الجديد، إنطلاقاً منه إلى الكنيسة – المبنى، أو منه إلى أمام المذبح، دلالة على انضمام المعمّد الجديد إلى الكنيسة، جماعة المؤمنين المعمّدين.
• الصلاة الرّبّيّة
يتلو الحاضرون "الصلاة الرّبّيّة"، باسطي الأيدي، أمام المذبح، دلالة على وضع البنوّة الّذي صار فيه المعمّد الجديد.
• قبلة السلام
يشهد على ذلك مار يوحنّا فم الذهب، إذ يقول:"... فورَ خروجهم من الحوض المقدّس، يُعانقهم الحضور، ويُعطونهم قبلةالسلام...".
• الإشتراك في الإفخارستيّا
من المفروض أن يُشارك المعمّد الجديد في الإفخارستيّا، على ما دَرَجتْ عليه عادة تعميد المؤمنين بالمسيح في القرون المسيحيّة الأولى. يومَها كانوا يُعمَّدون ويُثبَّتون ويُناوَلون جسد الرّبّ يسوع المسيح ودمه في يوم واحد. لقد صار المعمّد عُضواً في الجسد السّريّ الّذي هو الكنيسة، وابناً مدعوّاً إلى مائدة العائلة الكنسيّة، مائدة الإفخارستيّا. فجسد الرّبّ ودمه، اللذان يشارك فيهما، هما بمثابة "الختم" لعضويّته في"جسد المسيح السرّيّ" وبنوَّته الكنسيَّة، وبالتالي، لانتمائه إلى عائلة الثالوث: إبناً للآب، وأخاً للأخ البكر يسوع المسيح، بفعل الرّوح القدُس.
إنّما مناولة الأطفال المعمّدين يتطلّب قراراً كنسيّاً لم يُتّخذ بعد. يُكتفى الآن بمناولة المعمّدين البالغين.
رتبة سر المعمودية
صلوات البدء
المحتفل: المجد للآب والابن والرّوح القدس، الآن وكل آن إلى الأبد.
الشعب: آمين
المحتفل: أيُّها الرّبّ الإله، يا من سلّمت رسلك القديسين أن يعمِّدوا العالم بالنّار والرّوح، أهِّلنا أن نحتفل بخدمة العماد المقدس الرّوحانية، لطالب العماد (فلان). فإذا تزين بموهبة الرّوح القدس، يرفع إليك المجد والشكر والى أبيك المبارك وروحك الحي القدوس، الآن وكل آن إلى الأبد.
الشعب: آمين
الشعب: (بين جوقين) من المزمور 51 (50)
* ارحمني يا ألله كعظيم رحمتك، وكمثل كثرة رأفتك امحُ مآثمي
** إغسلني كثيراً من إثمي ومن خطيئتي طهّرني
* ها أنذا بالآثام حُبل بي وبالخطايا ولدتني أمي
** تنضحني بالزوفى فأطهر وتغسلني فأبيض أكثر من الثلج
*إصرف وجهك عن خطاياي وامحُ كل مآثمي
** قلباً نقياً أخلُق فيّ يا ألله وروحك القدُّوس لا تنزعه منّي
*/** المجد للآب والابن والرّوح القدس من الآن وإلى أبد الآبدين.
صلاة الغفران
المحتفل: لنرفعنّ التسبيح والمجد والإكرام إلى مقدِّس الأقداس ومشرف الخدم السرية، إلى رئيس الكهنة الذي سبق فعلَّمنا، في ذاته، التنقية بمياه الأردن، ونهج لنا طريق الحياة، لينقينا من خطايانا. الصالح الذي له المجد والإكرام على هذا العماد المقدّس وفي كلّ أيام حياتنا، الآن وكل آن إلى الأبد.
الشعب: آمين
المحتفل: أيّها الإله الذي صار إنسانًا بمحبته، ووُلِدَ بالجسد، من البتول القديسة بنوع لا يُدرك، لِيُقرِّب البشر من التبني لوالده، فجعلهم أبناء لأبيه بالماء والرّوح!
يا مصوّر الأجنّة في الأحشاء، الذي شاء فصار جنينًا، لِيُجدِّد صورة آدم، وقد شاخت وأفسدتها الخطيئة، بولادة جديدة من الحشا الرّوحاني الذي هو المعمودية.
يا غيرَ محتاجٍ أتى وتعمَّد، ليقدِّس بحنانه مياه الأردن!
يا ابن العظمة الذي حنى رأسه أمام يوحنا المعمدان، والآب يصرخ من العلاء: هذا هو ابني الحبيب الذي به رضيت!
والرّوح القدس قد نزل وحلَّ على رأسه في شبه جسم حمامة، والقوات الرّوحانية قائمة بالخوف والرعدة.
أنت يا ربّنا، أحلَّ يمين رحمتك على ابن نعمتك هذا (فلان) الذي تأهب للعماد المقدس، قدّسه وطهّره ونقّه بزوفاك الغافرة. بارك واحفظ شعبك وميراثك.
وكما ألبستنا، بعمادك الإلهي، حلَّة المجد، وطبعتنا بوسم الرّوح القدس المُحيي، ودعوتنا لنكون بنين روحانيين بالمولد الثاني من المعمودية المقدسة، كذلك أنتَ، يا ربّنا، بقوتك القادرة على كلّ شيء، أهلنا أن نلقاك بدالة الأبناء الأحباء، ونمجدك ونشكرك وأباك وروحك القدوس الآن وكل آن إلى الأبد.
الشعب: آمين
جلوس
لحن: فشيطو
هللويا
يا لذُهلِ الكروبِ من يُمنى الكاهنْ
بالماء والميرون المعمود داهنْ
إبن التُرب فوق الناريينْ
يدعو الرّوح ربَّ النوريينْ
يستجيبه الرّوح يُعطى ما شاءَ
يُحيي الموتى، في الناس يُحيي الرَّجاءَ
هللويا مَليكُ الأدهارْ!
المحتفل: أيُّها القدّوس، الذي يقدّسه القدّيسون، ويسكن في القدّيسين، قدّس أجسادنا ونفوسنا وأرواحنا مسكنًا للاهوتك، بحلول روحك القدّوس وفعله. وطهّر قلوبنا بزوفى حنانك، وأنر عقولنا الضعيفة، واجمع أذهاننا وأفكارنا من اضطراب هذا العالم، فنسجد ونشكر ونسبّح رحمتك علينا، أيُّها الآب والابن والرّوح القدس، الآن وإلى الأبد.
الشعب: آمين
وقوف
قـدِيشـات آلـوهـو
المحتفـل والشعب: (ثلاثًا بالسريانية)
قَـدِيشَـاتْ أَلُـوهـُو، قَـدِيشَـاتْ حَيِلْتُونُو، قَـدِيشَـاتْ لُومُويُوتُو
الشعـب: إِتـْرَاحَاـمِ عْلَيْـنْ.
مزمور القراءات: رَمْرِمَينْ
الشعب
ما أبهى وجه الفادي زار بارك اليوم الأمواه
ضاء ماء العماد من بهاك يا ابن الله
المحتفل
إهتفي يا شعوب واشدي الحمد لابن الله
وافرحي يا قلوب بارك اليوم الأمواه
الشعب
ربِّ شعبك يقرع باب عرشك المأمون
إستجب، ربِّ، واسمع إمنحنا وسم الميرون!
القراءات
الرسائل
القارىء: أقرأ من رسالة القدّيس بولس، إلى تلميذه طيطس (3/ 4 -7)، وبارك يا سيد.
المحتفل: المجد لرب بولس الذي بشّر أربعة أقطار العالم. ولتكن صلاته سورًا لهذه الرعية وجميع سكانها إلى الأبد. آمين
يا أخوتي، لمَّا تجلَّى لطفُ الله مُخلّصنا، ومحبّته للبشر، خلّصنا، لا بأعمالِ برٍّ عملناها، بل وفق رحمته، بغسلِ الميلادِ الثاني، وتجديدِ الرّوح القدس، الذي أفاضه الله علينا بغزارةٍ، بيسوعَ المسيحِ مُخلّصنا. فإذا تبرّرنا بنعمتِهِ، نصيرَ وارثين وفقًا لرجاءِ الحياةِ الأبدية. والتسبيح لله دائمًا.
وقوف
الإنجيل
الشعب: هللويا وهللويا
المرتِّل: إن لم يولد الإنسان من الماء والرّوح، فلن يدخل ملكوت الله.
الشعب: هللويا
المحتفل: من إنجيل ربنا يسوع المسيح للقديس يوحنا (3/ 1 - 6) الذي بشر العالم بالحياة . فلنصغ إلى بشارة الحياة والخلاص لنفوسنا.
الشّماس: كُونوا في السُّكوت، أَيُّها السَامِعُون، لأنَّ الإِنْجِيلَ الْمُقَدَّسَ يُتْلى الآنَ عَلَيْكُم. فاسْمَعُوا ومَجِّدُوا وَاشْكُروا كَلِمَةَ اللهِ الْحَيّ.
المحتفل: قال يوحنا الرسول:
كان إنسانٌ من الفريسيين اسمه نيقوديموس، رئيسٌ لليهود. هذا جاء ليلاً إلى يسوع وقال له: "رابِّي، نحن نعلم أنك جئت من الله معلّمًا، لأنّه لا يقدر أن يصنع الآيات التي أنتَ تصنعهاما لم يكن الله معه".
أجاب يسوع وقال له: "الحقَّ الحقَّ أقول لك: لا أحد يقدر أن يرى ملكوت الله ما لم يولد من جديد". فقال له نيقوديموس: "كيف يقدر إنسان أن يولد وهو كبير في السن؟ هل يقدر أن يدخل ثانية حشى أمه ويولد؟" أجاب يسوع: الحقَّ الحقَّ أقول لك، لا أحد يقدر أن يدخل ملكوت الله ما لم يولد من الماء والرّوح. مولود الجسد جسد، ومولود من الرّوح هو روح". حقّاً والأمان لجميعكم.
الشعب: للمسيح يسوع التسبيح والبركات، من أجل كلامه الحيِّ لنا.
جلوس
المحتفل: (العظة)
الكرازة البسيطة
وقوف
لحن: مشيحو ألوهو دخولن
الشعب: أيّها الرّبّ إلهنا،
المرتِّل: يا من أتى وجعل في الكون المعمودية، أُمًّا تلد البنين الرّوحيين للحياة الأبدية.
الشعب: ندعوك استجب دُعاءنا يا ربّ.
الشعب: أيّها الرّبّ إلهنا،
المرتِّل: يا من قدّس مياه الأردن وجميع المياه لمّا اعتمد، وبالملكوت والحياة الجديدة قد وعد جميع الذين يعتمدون ويعترفون به إلى الأبد.
الشعب: ندعوك استجب دُعاءنا يا ربّ.
ختم الطفل بالصليب المقدّس
المحتفل: (يصلّي على الطفل قائلًا):
مباركٌ أنتّ، أيُّها الرّبّ الإله محبّ البشر، يا من دعوت إليك جميع من بهم سوء، وقلت لهم: "تعالوا إليَّ، يا جميع المُتعبين والمُثقلين بالأحمال، وأنا أريحكم".
أنت يا ربّنا، أُدعُ إبنُ نعمتك (فلان) إلى العماد المقدّس، وأهِّله لأن يتنعّم بنعمتك العظيمة، وقد جدّدت فيه موهبة الرّوح القدس، فنرفع المجد إليك وإلى أبيك وروحك القدّوس إلى الأبد.
الشعب: آمين.
المحتفل: (يبارك الطفل بالصّليب، إذ يحمله عرّبه ووجهه إلى الشرق، ويقول):
باسم الله الآب القدير الذي خلق كلّ شيء واسمه "أنا هو الذي هو"،
وبذلك المجيد، ابن الله الذي صار إنسانًا، وأذلّ سلطان الشرير، وقد حنته محبّته فاقبل إلى خشبة الصيب والموت لكي يُخللّص آدم وأولاده من عبوديّة الخطيئة،
(يضع المحتفل الصليب على رأس طالب العماد، قائلاً):
أختم وأطبع هذا الحمل، الذي جاء ليصير مسكنًا للرّوح القدس، باسم الآب+ والابن+ والرّوح القدس.
الشعب: آمين.
الكفر بالشيطان
المحتفل: (يردُّ وجه طالب العماد نحو الغرب ليكفر بالشيطان، فيقول، والعرّابان والأهل يردّدون بعده):
أكفر بك، أيّها الشيطان،
وبجميع تعاليمكَ،
وبكلِّ ما هو منك.
الإيمان بالثالوث الأقدس وبالكنيسة
المحتفل: (يرُدّ وجه طالب العماد نحو الشرق ليُعلن إيمانه بالله، فيقول، والعرّابان والأهل يردّدون بعده):
أؤمن بك، يا الله الآب، وبابنك، ربِّنا يسوع المسيح، وبروحك الحيّ القدّوس، وبكلِّ تعاليم الكنيسة، الواحدة، الجامعة، المقدّسة، الرسوليّة.
قانون الإيمان
نؤمن بإله واحد، آب ضابط الكل خالق السماء والأرض كلّ ما يُرى وما لا يُرى وبربٍّ واحد يسوع المسيح أبن الله الوحيد المولود من الآب قبلَ كل الدهور إله من إله، نور من نور، إله حق من إله حق، مولود غير مخلوق، مساوٍ للآب في الجوهر، الذي به كان كلّ شيء الذي من أجلنا نحنُ البشر ومن أجلِ خلاصنا
نزل من السماء وتجسّد من الروح القدس ومن مريم العذراء وصارَ إنساناً وصُلبَ عنّا على عهدِ بيلاطس البنطي تألّم ومات وقُبِرَ وقام في اليوم الثالث كما جاء في الكتب وصعِدَ إلى السماء وجلس عن يمين الله الآب وأيضًا يأتي بمجدٍ عظيم ليدينَ الأحياء والأموات الذي لا فناء لمُلكه.
ونؤمن بالروح القدس الرّبّ المُحيي، المنبثق من الآب والإبن الذي هوَ مع الآب والإبن يُسجَد لهُ ويُمَجّد، الناطق بالأنبياء والرُسل وبكنيسة واحدة، جامِعة، مقّدَسة، رَسوليّة ونعترف بمعموديّة واحدة لمغفرة الخَطايا ونترَجّى قيامَة الموتى والحياة في الدهرِ الآتي، آمين.
تقديس مياه المعموديّة
(يتوجّه المحتفل والعرّابان والوالدان وطالب العماد والمؤمنين نحو حوض العماد المقدّس، بنظام وخشوع).
(إن لم تكن مياه المعموديّة مقدّسة، يُحتفل هنا بتقديس مياه المعمودية. أمّا، إذا كانت المياه مقدّسة فيسكب منها المحتفل في حوض العاد، ويُكملُ رتبة العماد).
المحتفل: (يسمُ مياه المعموديّة بالصليب المقدّس ثلاث مرّات قائلًا):
المجد للآب والابن والرّوح القدس الذي يقدّس هذه المياه بسرِّ الثالوث الممجّد، الآن وكلّ آن إلى الأبد.
الشعب: آمين.
المحتفل: المجد لك أيّها الجوهر الأزلي، يا من إشارتك الخفيّة تحمل العالم الذي خلقته حكمتك المجيدة، يا من تبدو قدرتك العجيبة لعبيدك بخلائقك الجميلة، التي لا قيام ولا وجود لها بدونك. لك يا الله، المجيد بجماله، الخفيّ بغنى طبعه، الجليّ بعجائبه، نرفع توسلنا وطلبتنا، فأنت قابل التائبين، وصانع العجائب بتحنّنك، وقد شئت بعطفك علينا، أن تحيينا بمحبّتك التي لا مثيل لها، وترسل لخلاصنا ابنك الوحيد المولود منك ولادةً غير زمنيّة، وبحلوله في حشا البتول ليولد بالجسد، لم يغادرك. فأتى إلينا وبقي عندك، وهو قد تعمّد في نهر الأردن ولم يكن فيه حاجة إلى عماد، فقدّس لنا العماد وجعله حشا طاهرًا عجيبًا، وهو بإرادته وإرادتك وإرادة الرّوح القدس حلّ في العالم حلولاً مثلّثًا، في حشا بشريّ، وفي حشا العماد، وفي منازل الجحيم.
الشعب: آمين
المحتفل: (ينفخ في الماء شكل صليب، ويدعو الرّوح القدس، قائلًا):
إلتفت، اللّهمَّ الآب، إلى هذه المياه الموضوعة في هذا الحوض الصغير أمامك، وليأت روحك القدّوس وليحلّ فيها وليملأها قوّة لا تقهر، وليباركها ويقدّسها ويجعلها مثل الماء الذي جرى من جنب الابن الوحيد على الصليب، فيتنقى ويتطهر من اعتمد به ويلبس لباس البر، ويتوشح وشاحا سماويا، ويتمنطق بدرع الإيمان في وجه سهام الشرير.
فيصعد المعمّدون من هذه المياه، وقد تطهّروا وتقدّسوا ولبسوا سلاح الخلاص. ويرفعوا المجد، إليك أيّها الآب، وإلى ابنك وروحك القدّوس، الآن وإلى الأبد.
الشعب: آمين
المحتفل: (يمزج الميرون المقدس في الماء بينما الشعب يرنّم):
الشعب: هللويا وهللويا وهللويا.
المحتفل: بالميرون المقدّس نَسِمُ هذا الماء باسم الآب الحيّ للحياة.
الشعب: هللويا وهللويا وهللويا.
المحتفل: والابن الوحيد القدّوس، المولود منه ومثله الحيّ للحياة.
الشعب: هللويا وهللويا وهللويا.
المحتفل: والرّوح القدس بداية ونهاية كلّ ما كان ويكون في السماء وعلى الأرض للحياة الأبدية.
الشعب: آمين
ك مبارك أنت، أيّها الثالوث الممجّد، يا من قدّست بقوّتك هذه المياه، لتكون حشًا جديدًا، يلد البنين الروحانييّن. لك المجد إلى الأبد.
الشعب: آمين
المسحة بالزيت المقدّس على الجبهة
المحتفل: السّلام لجميعكم
الشعب: ومع روحك
المحتفل: (يغمس المحتفل إبهام يمينه في زيت العماد المقدّس، ويمسح جبين طالب العماد بشكل صليب، قائلًا):
يوسم (فلان) حملاً في رعيّة المسيح، بزيت المسحة الإلهيّة الحيّ. باسم الآب والابن والرّوح القدس للحياة الأبدية.
الشعب: آمين
خلع الملابس الخارجيّة
(ينزع العرّابان عن طالب العماد ملابسه الخارجية)
العماد
(يصار إلى منح العماد، إمّا بسكب المياه المقدّسة على رأس الطفل، وإمّا بتغطيسه في حوض مياه المعمودية المقدّسة. يصير السكب على رأس المعمّد ثلاث مرات. أمّا التغطيس فيصير على النحو التالي: ينزل العرّاب الطفل إلى جرن المعمودية، بحيث تغمره المياه المقدسة حتى وسطه. يمسكه المحتفل باليد اليسرى، وباليد اليمنى يأخذ من مياه الحوض المقدّس، ويسكبه على رأس الطفل وعلى جسمه كلّه، وذلك على مرّات ثلاث. أما البالغون ذكورًا وأناثًا، فبدل تغطيسهم، يعمّدهم المحتفل بسكب المياه المقدّسة على رؤؤسهم، على ثلاث مرّات، قائلًا):
يعمّد (فلان) حملاً في رعيّة المسيح، باسم الآب والابن والرّوح القدس للحياة الأبدية.
الشعب: آمين
(يصعد العرّاب المعمّد الجديد من حوض المعمودية، وينشّف له جسمه).
اللباس الأبيض
(يلبسه الأهل ثوب العماد الأبيض، بينما يقول المحتفل):
المحتفل: ها قد لبست الآب الحيّ، وأخذت الابن المسيح، واتّشحت بالرّوح القدس، وقبلت حُلّة المجد التي خلعها آدم.
سرّ مسحة الميرون
دعوة الرّوح القدس على طالب العماد
المحتفل: (يضع يده اليمنى على رأس طالب العماد، ويقول):
أيُّها الآب الحيّ، ليأت روحك الحيّ القدّوس، ويحلَّ على رأس عبك (فلان)، ويستقرّ فيه.وليوسم باسمك، وباسم ابنك الوحيد، وروحك الحيّ المُعزّي وغافر الذنوب. وليتقدّس جسد عبدك النوسوم بك، ونفسه. وليتثبّت ضميره بمعرفتك. وليمتلىء ذهنه من الإيمان بك. ليرفع إليك المجد، وإلى مسيحك، وروحك الحيّ القدّوس، الآن وإلى الأبد.
الشعب: آمين.
المحتفل: (يغمس المحتفل إبهام يمينه في الميرون، ويسم به جبهة المعمّد الجديد بشكل صليب، ثلاث مرّات، قائلًا):
بميرون المسيح الإله، رائحة الإيمان الحق العذبة، طابع وملء نعمة الروح القدس، يطبع عبدالله (فلان) باسم الآب والابن والرّوح القدس.
الشعب: آمين.
المحتفل: (يسم المثبّت بالصليب، قائلًا):
ثبّت، يا ربّ، عبدك هذا في قداسة النفس والجسد. كمّله بموهبة الرّوح القدس. وطّد نفسه في سبل وصاياك المحيية لكي يؤهّل للتنعّم بلذة التبنّي ولميراث الملكوت السماويّ، أيّها الآب والابن والرّوح القدس، لك المجد إلى الأبد.
الشعب: آمين
التطواف بالمعمّد الجديد
لحن: فْشِيطو
الشعب: هللويا
يوحنا قد هيّأ عماد الفادي
والمسيح قدَّسَ ماءَ العِمادِ
سُبحانه فادينا الحقُّ
يشدو له العلو والعمق
شمس الكون قد أحنت والكون شاد
والأنهار قد غنّت معطي العماد
هللويا مليك الأدهار!
هللويا
أنقى من نور الصبح أختان صنوان
معمودية الصفح بيعة الإيمان
الوالدة المعمودية
أمّا البيعة فالمربِّية
تلدُ المعموديّة ابناء لله
تُغذّيهم البيعة من أسرار الله
هللويا أبناء الحياة!
هللويا
أمٌ من حضن الماء تعطي بنينا
والشيخ في حضنها يُضحي جنينا
إبنًا لله يا للعطايا
غمر الحياة محو الخطايا
معموديّة الحقّ هي تلك الأم
والمسيح الغاسل آثام العالم
هللويا مليكُ الأدهار!
يا أُمَّ الله يا حنونة
يا أُمَّ الله يا حنونة يا كَنزَ الرَحمةَ والمّعونَة
أنتِ مَلجَانا وَعَليك رَجَانا تَشَفَّعّي فينا يا عَذراء
وَتَحَنَّني على مَوتانا
وإن كانَ جسمُكِ بَعيدًا مِنّا أيّتُها البتولُ أمُّنا
صَلُواتُكِ هيَ تَصحَبُنا وتكون معنا وتحفظنا
بِجاه مَن شرَّفك عَلى العَالَمين حين ظَهَر منكِ ظهورًا مبين
أطلُبي منهُ للخاطِئين ألمراحم لدهرِ الداهرين
أنتِ أُمُّنا ورجانا أنتِ فخرُنا وَمَلجانا
عِندَ ابنِكِ إِشفَعي فينا لِيَغفر برأفتِه خَطايانا
لا تُهمِلينا يا حَنونَة يا مَملوءَةَ كلَّ نِعمَة
بل خلِّصي عَبيدَك أجمَعين لِنشكرَكِ لدهر الداهرين
الصلاة الرّبيّة
المحتفل: الله الذي أعطاك أن تحمل وسمه الحيّ، هو يعطيك أن تحفظه بالنقاوة لحياة نفسك فتستحقّ أن تدعو الآب أبانا وضميرك وجسدك مُنقيّان، ونفسك مقدّسة. وكما أهّلك للميلاد المقدّسمن الماء، فليؤهّلك للحياة الأبدية.
الشعب: آمين.
المحتفل والشعب: يعبدك، يا ربّ، الابن الجيد بالرّوح؛ يشكرك، يا ربّ، الفقير الذي اغتنى، الميت الذي قام.
كمِّله، يا ربّ بموهبتك، وأشركه في كنيستك. ليرتّل لسانه شكرك، فيدعوك بوجه نيِّر:
أبانا الذي في السماوات. ليتقدّس اسمك. ليأت ملكوتك. لتكن مشيئتك. كما في السماء كذلك على الأرض.
أعطنا خبزنا كفاف يومنا. وأغفر لنا ذنوبنا وخطايانا، كما نحن نغفر لمن أخطأ وأساء إلينا. ولا تدخلنا في التجارب. لكن نجنا من الشرير. لأن لك الملك والقوة والمجد إلى أبد الآبدين. آمين.
صلاة الختام
المحتفل: أيّها الرّبّ يسوع المسيح إلهنا، يا من تهب مغفرة الخطايا للمولودين بالماء والرّوح من المعمودية والميرون، أنر قلب عبدك هذا الذي تعمّد.
وكما أهّلته ليكون ابن نعمتك، احفظه بحنانك في ذخيرة البنين الثابتة.
إرتض به، وقد تطهّر بمياه عهدك المقدّس، فيكون من الذين هم كهنوت ملوكيّ، أمّة مقدّسة، شعب مفتدى، جماعة مباركة.
ولا تسمح يا رب، عند تعرّيه من ثوب جسده هذا المنظور، أن يتعرّى منك، أنت المسيح الثوب الخفيّ غير المنظور. بل كن له، يا ربّ، ثوبً جديدًا لا يَبلى.
يا من تَرأفُ فتُخلِّص جميع الآتين إليك، ربَّنا وإلهنا لك المجد، والشكر، ولأبيك وروحك القدّوس، إلى الأبد.
الشعب: آمين.