لبنان
12 حزيران 2019, 08:44

40 يومًا على وفاة المطران رولان أبو جودة

أقيم في كنيسة مارت تقلا- جلّ الدّيب، قدّاس وجنّاز لراحة نفس المثلّث الرّحمة المطران رولان أبو جودة ، ترأّسه راعي أبرشيّة أنطلياس المارونيّة المطران كميل زيدان، وعاونه كهنة الرّعيّة الآباء فالنتينو الغول، نبيل أبو جوده، طوني بشعلاني، ومدير المركز الكاثوليكيّ للإعلام الخوري عبده أبو كسم.

 

وحضر القدّاس: ممثّل البطريرك الكاردينال مار بشارة يطرس الرّاعي النّائب البطريركيّ العامّ المطران حنّا علوان، الرّاعي السّابق لأبرشيّة أنطلياس المارونيّة المطران يوسف بشارة، رئيس أبرشيّة صور للموارنة المطران شكرالله نبيل الحاج، راعي أبرشيّة باريس والزّا ئر الرّسوليّ على أوروبا المطران مارون  ناصر الجميّل، راعي أبرشيّة البشارة المارونيّة في نيجيريا المطران سيمون فضّول، المونسنيور جوزف البواري، أهل الرّاحل وأقرباؤه، رئيس جامعة أبو جودة القنصل وليم زرد، ورئيس مجلس إدارة تيلي لوميار جاك كلّاسي وحشد من فعاليّات المنطقة والمؤمنين.

بعد الإنجيل المقدّس، ألقى المطران كميل زيدان عظة قال فيها: "ليلة عيد العنصرة نلتقي في الذّكرى الأربعين في انتقال المثلّث الرّحمة المطران رولان أبو جوده إلى بيت الآب، وشاءت العناية أن نتذكّر المطران رولان في هذه المناسبة بالذّات لأنّه هو من الّذين فاض عليهم روح الرّبّ، فأعطى ذاته كاملة لخدمة الرّبّ وخدمة الإنسان.
لم يبخل يومًا لا بوقته ولا بصحّته من أجل تلبية طلب أو خدمة أو تحمل مسؤوليّة وكم كانت مسؤوليّاته كثيرة. عندما عرفت المطران رولان رئيسًا لمدرسة مار يوسف قرنة شهوان أوّل خبر سمعته عن المطران رولان أنّه هو الكاهن الّذي لم يتردّد بأن ينقطع عن إكمال دراسته في الولايات المتّحدة تلبية لطلب راعي الأبرشيّة في ذلك الحين المثلّث الرّحمة المطران الياس فرح، ويأتي ليساهم في تأسيس مدرسة مار يوسف قرنة شهوان، وكان في ذلك علامة إلى سلوك المطران رولان أبو جوده  فيما يعد أنّه كان مطيعًا حتّى النّهاية لصوت الكنيسة لأنّه رأى من خلالها صوت الرّبّ، ولذلك بعد اثنتي عشرة سنة في خدمة مدرسة مار يوسف قرنة شهوان وفي خدمة الرّعايا الصّغيرة في الأبرشيّة حيث لم يكن سواه يريد أن يذهب إليها خاصّة كان يذهب مشيًا على الأقدام ليصل ويساهم في خدمة تلك الرّعيّة في دير شمرا. بعد هذه الخدمة وقد علمت كم كان دقيقًا في خدمته إن كان في المدرسة وإن كان في المطرانيّة كنائب عامّ للأبرشيّة، وهكذا نظرًا إلى تألّقه في الخدمة دعي ليكون راعيًا في الكنيسة المارونيّة وكأنّ الرّوح الّذي حلّ عليه جعله مثل الرّسل الأوّلين لا يهاب تحدّيًا ولا يخاف من مشكلة، حاضرًا دومًا.
عندما فكّرت أن ألقي كلمة عن المطران رولان قلت في ذاتي هل أنا أستطيع أن أتحدّث عن أمير من أمراء المنابر؟ وكم كنت أصغي إليه يرثي ناسًا انتقلوا إلى الحياة الأخرى، كم كنت أصغي إليه يغزّي النّاس يعرف الكلّ يخاطبهم يجعل ذاته قريبًا من الصّغير والكبير، حياته بالرّغم من مسؤوليّاته الإداريّة كانت حياة راعٍ قريب من شعبه من الأقرباء في هذه الرّعيّة ومن البعيدين في كلّ رعايا الأبرشيّة وأكاد أقول في كلّ رعايا لبنان، وفي الانتشار المارونيّ، وهذا القرب لم يمنعه من تحمّل مسؤوليّات جسام خاصّةً وقد رقّي إلى الأسقفيّة في بدء الحرب اللّبنانيّة المشؤومة، فكان إلى جانب البطريرك خريش أوّلاً ثمّ المثلّث الرحمة أيضًا البطريرك الّذي غادرنا منذ فترة قصيرة بعد مغادرة المثلّث الرّحمة المطران رولان، أي المثلّث الرّحمة البطريرك صفير. كان إلى جانبهما اليد اليمنى صاحب الثّقة ولذلك رأيناهما يكلان إليه مسؤوليّات عديدة من المركز الكاثوليكيّ للإعلام إلى رئاسة الهيئة التّنفيذيّة في مجلس البطاركة والأساقفة إلى الصّندوق المارونيّ إلى صندوق التّعاضد الصّحّيّ إلى مسؤوليّات أخرى في تيلي لوميار وغيرها من المؤسّسات الكنسيّة، وهو أراد أن يعطي ذاته حتّى النّهاية فكنّا نراه في تلك السّنة الّتي قضيتها أنا في بكركي يبقى حتّى السّاعة الثّانية صباحًا لينهي أشغاله، وهذا ما كان له أثر كبير على صحّته ولذلك حمل في حياته في سنواته الأخيرة صليب المرض، وبالرّغم من ذلك كان يريد دومًا أن يبقى حاضرًا، أن يبقى إلى جانب النّاس، وكم كان يتّصل ليطلب خدمة ليطلب مساعدة لأنّه لم يكن قادرًا أن يردّ الطّلبات، لم يكن قادرًا أن يقول لا. حلّ عليه الرّوح فتخطّى ذاته، نسي جسده  نسي محدوديّة الإنسان فيه وأصبح كلاًّ للكلّ ليربح الكّل.

في ذكراه الأربعين نرفع الصّلاة معكم أيّها الأحبّاء، ونحن نتذكّر هذا الوجه المشرق في كنيستنا المارونيّة، نتذكّر معكم هذا الوجه المشرق ونسأل الله أن يسكب أوّلاً العزاء في قلوبكم أنتم عائلة المثلّث الرّحمة المطران رولان المباشرة، ويسكب العزاء في قلوب الّذين كان قريبًا منهم، كثيرون كانوا أقرباءه لاسّيما الضّعفاء، لاسيّما المحتاجين، لاسيّما الّذين كانوا يطلبون شيئًا من الحماية لهم ولعائلاتهم.

نصلّي كي يعطينا الله ونحن في مساء أحد العنصرة، أن يعطينا دومًا رعاة لكنيستنا يحملون وجوه رسالة مشرقه ويكونون هم بدورهم يعطون كنيستنا المعذّبة في لبنان كما بدأت أسقفيّة المطران رولان أن يكونوا دومًا إلى جانب شعبنا يحملون معه أثقال الأزمات وأثقال التّحدّيات والصّعوبات.

أعطانا الله رعاة، أعطانا الله أكاد أقول قدّيسين يعرفون أن يعطوا ذاتهم كاملة للرّبّ "من أحبّني حفظ وصاياي" ووصيّة الرّبّ يسوع هي الأساسيّة "أحبّوا بعضكم بعضًا كما أنا أحببتكم"، أيّ أن نبذل ذواتنا كاملة من أجل الآخرين، تركنا الله برعاة قدّيسين وأعطانا جميعًا أن نسعى بقوّة ونعمة من الرّوح القدس أن نعيش وصايا المسيح كاملة آمين".

وبعد القدّاس تقبّل الأهل والأقرباء التّعازي في الكنيسة.