العراق
16 أيار 2018, 09:16

4 كهنة جدد في الكنيسة الكلدانيّة

رسم بطريرك بابل للكلدان مار لويس روفائيل ساكو، في عيد سيّدة الزّروع، 4 كهنة جدد، في قدّاس احتفاليّ ترأّسه في كنيسة الرّسولين في عنكاوا- أربيل، وهم: هاني خميس جرجس من أبرشيّة القاهرة- مصر، وائل أبلحد أيّوب من أبرشيّة الموصل- العراق، إيلرام أصلان يونس من أبرشيّة أورمية- إيران، زاهر عبد اللّطيف من أبرشيّة الموصل- العراق.

 

وشارك في الرّسامة السّفير البابويّ في العراق المطران ألبرتو أورتيغا ولفيف من الأساقفة الكلدان والكهنة والرّاهبات، وحضور حشد من المؤمنين، وفق ما ذكر موقع البطريركيّة الكلدانيّة الرّسميّ.

وللمناسبة، كانت للبطريرك ساكو عظة قال فيها: "كلّ شيء في الحياة يتوقّف على البداية. إذا كانت البداية ممتازة فسوف تستمرّ وإذا كانت فاشلة يصعب تصويبها… لذلك أؤكّد على الأساسيّات في كهنوتكم الخدميّ: يجب أن تعلموا ما قاله المسيح: “لستم أنتم اخترتموني بل أنا الّذي اخترتكم” (يوحنّا 15/ 16)، الكاهن يتكلّم ويعمل باسم المسيح. ما يقوله  ينبغي أن يجسّده هو  أوّلاً ليجد صدى عند الآخرين.

الكاهن رجل الله: “ليكون رجل الله كاملاً مستعدًّا لكلّ عمل صالح” (2 تيموثاوس 3/ 17). يصبح  الكاهن بتكريسه ملكًا لله وللكنيسة، وليس ملكًا لذاته ولأهله ولمصالحه.

على الكاهن: “أن يحفظ الوصية منزّهًا عن العيب واللّوم إلى ظهور ربنّا” (1 تيموثاوس 6/ 14)، أيّ يحفظ الكلمة، كلمة الله  ويثبت عليها مهما كانت التّحدّيات والمغريات، خاصّة مغريات السّلطة والمال. يؤكّد لنا يسوع “أنّ من لا يثبت فيه سوف يُلقَ إلى الخارج” (يوحنّا ١٥: ٦)، وعلى العكس من يثبتْ يمتلئ من الله، لهذا وضع الإنجيل المقدّس على أيديكم الممدودة لتحملوه إلى العالم أجمع". وأضاف متوجّهًا إلى الكهنة الجدد: "تعبيرًا عن هذه الخدمة غير المشروطة والتّضحية، أقدّم لكم صليبًا من الخشب يشير إلى تضحيات  المسيح من أجلنا وما يجب أن تفعلوه أنتم من أجل إخوتكم  في ظروفهم الصّعبة. وكذلك صدريّة خدمة  تعبّر عن خدمة المحبّة. لأؤكّد لكم أنّ الكاهن والأسقف في مفهوم يسوع هو أوّلاً وأخيرًا خادم للأخوة، في مختلف حاجاتهم، لاسيّما الرّوحيّة والرّعويّة والاجتماعيّة وعليه أن يبذل الكثير من وقته ومن حياته لأجلهم بسخاء وفرح. ولنا أمثلة حديثة لكهنة ماتوا دفاعًا عن ذلك: حنّا قاشا، رغيد كني، بولس إسكندر، يوسف عبّودي، وسيم صبيح وثائر عبدال  والمطران  بولس فرج رحّو. كونوا  "نورًا  وأملاً" وسط القطيع الصّغير، ونموذجًا للكاهن الّذي يلاشي ذاته تمامًا مثل حبّة القمح من أجل الرّعيّة".

كما دعا البطريرك ساكو الكهنة الجدد أن يتحلّوا بمزايا متعدّدة ليصبحوا لرعاياهم شهودًا للرّبّ، وقال: "الفضيلة: الإيمان والصّلاة، من يصلّي يصبح منفتحًا ويغدو قلبه بسيطًا. ويكون لديه نكران الذّات والتّواضع والمحبّة ليصبح شهادة حيّة للمسيح الّذي ينبغي أن يتجلّى فيه عبر كلامه ومواقفه وعمله. الثّقافة اللّاهوتيّة والثّقافة العامّة وحكمة التّمييز وحسن التّدبير والإصغاء إلى حاجات النّاس... كلّ هذه  المتطلّبات ينبغي أن تزّين حياة الكاهن كي يكون صورة للرّعيّة.

لذ أطلب منكم أن تضعوا أنفسكم بشكل كامل ومن دون تحّفظ في خدمه الجماعة المسيحيّة، وأسأل الله الّذي تكرّستم له، أن يبارككم ويسكب عليكم النّعم الغزيرة لممارسة خدمتكم دومًا نحو الأبعد والأسمى ومهما كان الثّمن... وإذا كنتم بهذا المستوى فإنّي متيقّن من التفاف الجميع حولكم ودعمهم لكم. وأطلب من أمّنا مريم، رمز المؤمن المسيحيّ الكامل، الّتي كانت حاضرة في جميع محطّات يسوع، أن تكون حاضرة في حياتكم".

وأكّد في الختام أنّ الرّسامة هي "علامة رجاء للكنيسة الكلدانيّة ورسالة تحدٍّ في هذه الظّروف القاسية ودليل على حيويّة كنيستنا".