لبنان
08 آب 2023, 10:20

15 آب عيد انتقال السّيّدة العذراء سيّدة الشّبانيّة المنمّشة الوجه

تيلي لوميار/ نورسات
قبل أيّام من الاحتفال بعيد انتقال السّيّدة العذراء، عبّر البروفيسور الأب يوسف مونّس في مقال جديد عن حبّه لمريم العذراء من خلال سيّدة الشّبانيّة المنمّشة الوجه، فكتب:

"عقيدة انتقال السّيّدة العذراء بالنّفس والجسد إلى السّماء هي عقيدة إيمانيّة كعقيدة أمّ الله وعقيدة الحبل بلا دنس، لأنّ الكنيسة تؤمن أنّ مصير الجسد الّذي حمل يسوع المسيح هو كمصير يسوع الصّاعد إلى السّماء.

كنت طفلاً في ضيعتي في المتن الأعلى الشّبانيّة، ضيعة الأمراء والرّؤساء والفلاسفة والمفكّرين والشّهداء. في هذه الضّيعة الهادئة والجميلة الغارقة بأشجار الصّنوبر والزّيتون كان أهلي يأخذوني معهم إلى كنيسة السّيّدة في الشّبانيّة. وكنت أركع وأنظر إلى جمال صورة سيّدة الشّبانيّة وإلى حنانها على ابنها الّذي تحمله على حضنها، وانطبعت صورة سيّدة الشّبانيّة في عيني، وحبّها في قلبي طوال حياتي وطوال سفري وابتعادي عن ضيعتي الشّبانيّة. لم يفارقني لا حبّها والصّلاة لها ولا جمالها.

ولم أكن أعرف سرّ تميّزها عن باقي صور الإيكونوغرافيا للعذراء الّتي رسمها كبار الرّسّامين، إلّا يوم اكتشفت فرادة جمال وجهها الحامل "النّمش"، وعرفت أنّها العذراء المنمّشة الوجه الموجودة في كنيسة سيّدة الشّبانيّة.

كان ذلك يوم أتى البعض من أهل الشّبانيّة بالصّورة إلى معهد الفنّ المقدّس في كلّيّة الفنون الجميلة في جامعة الرّوح القدس في الكسليك، وقد كنت يومها عميد الكلّيّة، لترميمها بعد التّلف الّذي أصابها. وعندما انتهى ترميم الصّورة وقرّرنا إعادتها إلى الشّبانيّة بحفلة عرس لها، نظرت إلى وجهها فرأيت فيه "النّمش" وأطلقت عليها اسم سيّدة الشّبانيّة المنمّشة الوجه، وهي صورة جميلة جدًّا ومميّزة في تاريخ الفنّ المقدّس الإيكونوغرافيا.  

وهي "سيّدة العرش" إذ يجلس ابنها على حضنها كالعرش ويغمر الحنان وجه العذراء والحبّ يفيض من عينيها.

فيا سيّدة الشّبانيّة الحبيبة المنمّشة الوجه، أحرسي لبنان وكلّ من يحمل اسمك يا مريم، واحرسي خاصّة بلدة الشّبانيّة وأهلها مسيحيّين ودروزًا موحّدين."