مصر
12 تشرين الثاني 2024, 07:20

"يوم بارز في تاريخ الوطن والكنيسة، ونحن ههنا سنكون شهودًا": البابا تاوضروس

تيلي لوميار/ نورسات
إحتفل البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندريّة وبطريرك الكرازة المرقسيّة بالقدّاس الأوّل في كنيسة القدّيسين مار مرقس والبابا كيرلّس السادس (تحت التأسيس) في المقرّ الإداريّ والخدميّ الجديد للكنيسة القبطيّة الأرثوذكسيّة في منطقة "مثلّث الأمل" في القاهرة الجديدة. أزاح البابا الستار، عن اللوحة التذكاريّة التي تؤرّخ لصلاة القدّاس الأوّل في المنطقة المذكورة، بحضور عدد من الأساقفة، وبعض الآباء الرهبان ورئيسات أديرة الراهبات، والمكرّسين والمكرّسات، والأراخنة، وأساتذة الكلّيّات والمعاهد اللاهوتيّة وممثّلين عن الهيئات والمؤسّسات الكنسيّة، والمدارس القبطيّة، نقلًا عن المتحدّث باسم الكنيسة القبطيّة الأرثوذكسيّة.

 

قال البابا في عظته: "هذا يوم بارز في تاريخ الوطن والكنيسة، ففيه نحن جميعًا الحاضرين ههنا سنكون شهودًا على أنّنا شاركنا في القدّاس الأوّل الذي يُصلّى على هذه الأرض".

ثمّ شرح البابا الظروف التي أدّت إلى التفكير في تخصيص أرض لتكون مقرًّا للكنيسة القبطيّة الأرثوذكسيّة في هذا المكان، وذلك حين تعرّضت الكاتدرائيّة المرقسيّة بالعبّاسيّة لهجوم واعتداءات في نيسان/أبريل عام ٢٠١٣ ونظرًا إلى أنّها موجودة في منطقة تتّسم بالكثافة المرورية ومكتظّة بالسكّان، مع وجود محطّة وقود ملاصقة لها، جاءت نصيحة من بعض المسؤولين بضرورة التفكير في نقل مقرّ الكنيسة إلى منطقة بعيدة نسبيًّا عن الكثافات السكّانيّة، وأكثر اتّساعًا من حيث المساحة.

ثمّ فصّل البابا تواضروس الثاني المراحل التي أدّت في النهاية إلى تخصيص الأرض لتصير ملحقًا للكاتدرائيّة المرقسيّة في العبّاسيّة."...

أكّد البابا أنّ هذه الكنيسة التي أقيم فيها القدّاس الأوّل هي نواة لمشروع ممتدٍّ في المستقبل، وقال: "سوف يسجّل التاريخ أنّ الدولة في مصر، في زماننا الحالي، كانت ترعى المواطنين وتعطيهم حقوقهم، وتسعى إلى المساواة". "الكنيسة هي أحد أعمدة الوطن والمجتمع المصريّ، وهي عمود مخلِّص في التاريخ وفي الوطنيّة".

أشار قداسة البابا عن المقرّ الإداريّ والخدميّ الجديد للكنيسة في مثلّث الأمل، إلى أنّه يُعدّ المقرّ الثامن للكنيسة وسيتكامل مع المقرّ البابوي الجديد في كاتدرائيّة ميلاد المسيح في العاصمة الإداريّة الجديدة.

ولفت إلى أنّ "إنشاء كاتدرائيّة ميلاد المسيح، جاء حينما أعلن الرئيس السيسي عنها في كانون الثاني/يناير عام ٢٠١٧ في أثناء تهنئته لنا في الكاتدرائيّة المرقسيّة في العبّاسيّة، بالعيد، وقتها وعد أنّنا سنصلي العيد المقبل في كاتدرائيّة جديدة وهو ما حدث بالفعل في يناير عام ٢٠١٨ حينما افتتحها هو ذاته، ومن بعدها صارت كاتدرائيّة ميلاد المسيح، هي كاتدرائيّة الاحتفالات والمناسبات وصرنا نرسم فيها الآباء الأساقفة، وغير ذلك من المناسبات، وملحق بها المقرّ البابويّ. أمّا هنا، فهذا مقرّ الكنيسة القبطيّة عمومًا فيه الإدارات والمؤسّسات الكنسيّة كلّها والمجمع المقدّس والإكليريكيّة وغيرها".

وأشاد البابا بقانون بناء الكنائس الذي أتاح أن ترتفع مئات الكنائس بشكل قانونيّ "بعد قرون من المعاناة".

وعن اختيار اسم كنيسة "مثلّث الأمل" أشار البابا إلى "أنّنا اخترنا أن تكون على اسم القدّيس مار مرقس بوصفه كاروزنا العظيم، والقدّيس البابا كيرلّس السادس الذي اعترف المجمع بقداسته، وهو الذي نقل مقرّ الكنيسة من الأزبكيّة إلى منطقة الأنبا رويس في العبّاسيّة".

قدّم البابا الشكر الخالص للحضور على تلبيتهم الدعوة ومشاركتهم في اليوم التاريخيّ، وخصّ بالشكر كلّ من بذل جهدًا في هذا المكان بأيّ نوعٍ كان وأيضًا من ساهموا في دعم العمل الذي يُنجز بتبرّعات أبناء الكنيسة في الداخل والخارج.

إختتم البابا تواضروس كلامه قائلًا: "لنا إيمان أنّ الله يعمل ويدبّر حياتنا، وسنظلّ نخدم على الرغم من محاربات عدو الخير."

تقع أرض مثلّث الأمل في التجمّع السادس في القاهرة الجديدة. هي المقرّ الإداريّ الجديد للكنيسة القبطيّة الأرثوذكسيّة. تبلغ مساحتها ٣٠ فدّانًا. حصلت عليها الكنيسة بنظام التخصيص، وذلك لإنشاء ملحق إضافيّ للكاتدرائيّة المرقسيّة عليها، وفقًا لنصّ القرار الجمهوريّ الصادر لها عام ٢٠١٥. ومن المخطّط لها أن يُنشَأ عليها مقرّات للمؤسّسات الكنسيّة التعليميّة والإداريّة والخدميّة، في حين تضمّ كاتدرائيّة ميلاد المسيح في العاصمة الإداريّة الجديدة، المقرَّ البابويّ للأب البطريرك.