دينيّة
26 أيلول 2016, 06:40

"يوبيلٌ ذهبيّ" بالإنجيل والقربان والرّسالة، مُتّحِدات!

... بِهدفِ تربية الفتيات وصَونِهنَّ، وتأهيلِهِنَّ لِيكنَّ في المستقبل أُمّهاتٍ صالحاتٍ، بَدأتِ الرّسالة. وبِفَضلِ الحبِّ الشّديد للإنجيل وعِبادة سرّ القربان المقدّس، استُكمِلَت. رِسالةٌ، غذّت مؤسّسةً متواضعةً، فكَبُرت يومًا بعدَ يوم. كَحبّةِ الخردل تحوّلت المؤسّسة إلى جمعيّةٍ، وتكاثَرَ مَعها مَلكوت الله.

 

أنشأ الخوري إميل جعاره سنة ١٩٥٦، من منطقة هابيل- جبيل، مؤسّسة فتاة لبنان الإجتماعيّة في عين ورقة-غوسطا. من خلالِ رسالته وروحانيّته اللّتين جذبتا الناس، ضمّت هذه المؤسّسة خلال سنةٍ واحدةٍ ٣٠٠ فتاة، بَعد أن كنّ ٣ في البداية. في ١٧ أيلول/سبتمبر ١٩٦٥ قابَلَ الخوري جعاره البابا بولس السادس طالِبًا منه إذن تأسيس جمعيّة راهبات القربان الأقدس المرسلات. في ١٤ أيلول/سبتمبر ١٩٦٦، جاءت الموافقة على تأسيس الجمعيّة بمساعدة راهبتين من جمعيّة مرسلات قلب يسوع الفرانسيسكان في إيطاليا.

توسّعت الجمعيّة سنةً  ِتلو الأخرى، حتّى أصبح اليوم دير الرئاسة العامّة للجمعيّة في بيت حبّاق-جبيل، برئاسة الأمّ منى ماري بجّاني. أنشِئت منذ التأسيس مراكز ومؤسّسات عديدة للجمعيّة: مؤسّسة فتاة لبنان الإجتماعيّة (عين ورقة)، ثانويّة فتاة لبنان (بيت حبّاق) وفيها المدرسة الأكاديميّة والمهنيّة والمستوصف، فواييه فتاة لبنان (كفرمسحون)، مدرسة كَرْم المَهر (الشمال)، مركز إجتماعي في مزار السيّدة أمّ المراحم (مزيارة)، كنيسة القلب الأقدس (بيروت)، مركز مار مارون (جعيتا)، مقرّ عين الدير الصيفيّ (إهمج).

الإنجيل، القربان والرّسالة... ثلاثة عناصر أساسيّة في روحانيّة الجمعيّة. ففي حديثٍ خاص لموقع نورنيور مع الأخت غلاديس ساسين، مديرة ثانويّة فتاة لبنان (بيت حبّاق)، أوضَحت أنّ  كلّ نشاطات الجمعيّة، تركّز على إيصال رسالة الإنجيل وكلمة الله إلى كلّ قلب. أمّا اسم القربان الّذي أراده لها المسيح، فيعزّز فيها الروحانيّة القربانيّة الّتي تحياها الراهبات مع الآخرين، والشراكة بتناول جسد يسوع المقدّس. وبالنسبة للروحانيّة الرسوليّة، لُقّبن بـ"المرسلات" لنشر المحبّة بين كلّ النفوس ومساعدة الفقراء والمساكين.

هذه السنة، لمناسبة افتتاح سنة اليوبيل الذهبيّ للجمعيّة، ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قدّاسا إحتفاليًّا في دير راهبات القربان الأقدس المرسلات في بيت حبّاق. وشدّدت الأخت غلاديس خلال جولتنا معها في المعرض الّذي أقيم أيضًا، من وحي رسالة الجمعيّة منذ تأسيسها إلى اليوم، أنّ سنة اليوبيل الذهبي ستكون حافلة بالنشاطات الرسوليّة، وعيش الشراكة والرّسالة لا سيّما مع الفقراء، والّتي لطالما كانت وستبقى من أبرز أهداف الجمعيّة وأهمّها.

 "ماذا أردّ للربّ عن جميع ما أعطاني"... بهذه العبارة اختُتِمَ المعرض، وبِها أيضًا ختَمت الأخت غلاديس حوارها معنا: "مَسيرِتنا بَلّشِت، بَس بَعْد في كتير".