دينيّة
05 تشرين الثاني 2017, 08:00

"ومن أنا في قولكم؟"

غلوريا بو خليل
تبدأ اليوم السّنة الطّقسية حاملة بطيّاتها سبعة أزمنة، لتشكّل حلقة متكاملة محورها السّيّد المسيح شمس الكون. سنة ينير خلالها المسيح كنيسته ويملأها من دفء حرارة محبّته، ويحييها من فيض نعمه ومن روحه القدّوس. سنة طقسيّة تبدأ بأحد تقديس البيعة لتقديس أبنائها بالحضور الإلهيّ.

 

في إنجيل اليوم، من قيصريّة فيليبس المنطقة التي ترمز للسّلطة الزّمنيّة، يبادر المسيح بالحوار مع تلاميذه سائلًا إيّاهم "من ابن الإنسان في قول النّاس؟" (متى 16/ 13)، "ومن أنا في قولكم؟" (متى 16/ 15). مبادرة المسيح هنا تهدف إلى إعطاءهم فرصة لنزع الأفكار الخاطئة وقبول الإعلان الإلهيّ في حوار تدريجيّ يحترم من خلاله آراء الجميع للوصول إلى الحقيقة الكاملة. وكانت الشّهادة بلاهوت المسيح على لسان سمعان "أنت المسيح ابن الله الحيّ" (متى 16/ 16)، فكافأه المسيح بالطّوبى على جوابه الإيمانيّ الموحى من عند الله الآب "طوبى لك يا سمعان بن يونا، فليس اللّحم ولا الدّم كشفا لك هذا، بل أبي الّذي في السّموات"(متى 16/ 17) ، ومنحه اسم بطرس، أيّ الصّخرة، معلنًا عن تأسيس الكنيسة، جماعة المؤمنين، رعيّة الله القائمة على صخرة الإيمان بالمسيح ابن الله الوحيد. وسلّم المسيح بطرس، رأس رعاة الكنيسة، مفاتيح ملكوت السّماء مطلقًا بذلك، من منطقة السّلطة الزّمنيّة حيث تواجدوا، السّلطة الكنسيّة الإلهيّة أساسها الخدمة بمحبّة وتفانٍ.

أسّس المسيح إذًا كنيسته المقدّسة على الصّخرة لتكون صلبة بالمحبّة، قويّة بالتّقوى، حيّة بقوّة الرّوح القدس، وهدفها خلاص الإنسان. ونحن اليوم مدعوون للبحث عن الحقيقة بعمق، مبتعدين عن الشّائعات، ملتزمين بما يوحيه لنا الآب لبناء بعضنا البعض.