أوروبا
09 كانون الأول 2024, 10:00

"ولادة نوتردام من جديد علامة على تجديد الكنيسة في فرنسا": البابا فرنسيس

تيلي لوميار/ نورسات
مع إعادة فتح كاتدرائيّة نوتردام أبوابها للعبادة، بعد خمس سنوات من حريق تركها في حالة خراب، حمل البابا فرنسيس رسالة صادقة من التضامن والامتنان والأمل للاحتفال بهذه المناسبة، على ما أوردت "فاتيكان نيوز".

 

وصف البابا فرنسيس اللحظة بأنّها لحظة انتقال "من الحزن والحداد إلى الفرح والاحتفال والتسبيح"، وقال إنّه ينضمّ إلى المؤمنين في الروح والصلاة حيث تولد كاتدرائيّة نوتردام في باريس، من جديد، من الجمر.

في رسالة موجّهة إلى لوران أولريش، رئيس أساقفة باريس، أعرب البابا عن فرحته بهذا اليوم التاريخيّ. قرأ الرسالة رئيس الأساقفة سيليستينو ميغليوري، السفير البابويّ في فرنسا، إبّان حفل الافتتاح مساء السابع من كانون الأوّل/ديسمبر 2024.

تذكّر البابا الحريق المأساويّ الذي اجتاح الكاتدرائيّة في نيسان/أبريل 2019، وسلّط  الضوء على الحزن الجماعيّ الذي شعر به العالم عندما عاين تدمير تحفة من الإيمان والعمارة المسيحيّة ومن الشهادة للتاريخ الفرنسيّ.

كما أشاد برجال (ونساء) الإطفاء الشجعان الذين خاطروا بحياتهم للحفاظ على الهيكل، وحيّا الالتزام الثابت للسلطات العامّة والكرم الدوليّ الاستثنائيّ الذي غذّى ترميم الكاتدرائيّة.

وأشار البابا إلى أنّ "هذا الكرم ليس فقط شهادة على ارتباط البشريّة بالفنّ والتاريخ ولكن شهادة أيضًا على القيمة الرمزيّة والمقدّسة الدائمة لمثل هذا الصرح، الذي لا يزال معترفًا به على نطاق واسع من قبل الناس من الأعمار كلّها".

في رسالته، أعرب الأب الأقدس عن امتنانه لعدد لا يحصى من المهنيّين والحرفيّين الذين كرّسوا أنفسهم للترميم الدقيق لنوتردام.

وأشار إلى أنّ عملهم كان أكثر من مجرّد إنجاز تقنيّ، بل شكّل رحلة روحيّة: "شهد الكثير منهم أنّ هذه المغامرة كانت طريقًا روحيًّا أصيلًا، على خطى أجدادهم الذين جعل إيمانهم وحده مثل هذه التحفة ممكنة".

أضاف البابا أنّ هذا التجديد هو انعكاس للعلاقة العميقة بين الإيمان والحرفيّة والتفاني، وهو شهادة على تقليد "لا شيء دنس أو غير مفهوم أو مبتذل يجد له فيه مكانًا".  

وقال البابا فرنسيس إنّ إعادة فتح نوتردام هي بمثابة رمز نبويّ إلى تجديد الكنيسة في فرنسا.

قال: "أيّها المؤمنون الأعزّاء في باريس وفرنسا، هذا المنزل، الذي يسكنه أبونا السماويّ، هو لكم: أنتم حجارته الحيّة".

كما تطلّع البابا إلى الجموع التي ستزور نوتردام في السنوات المقبلة - الحجّاج والسيّاح على حدّ سواء، وكثير منهم يبحثون عن المعنى والأمل، وكتب إلى رئيس الأساقفة أولريش: "أعلمُ، أنّ الأبواب ستكون مفتوحة على مصراعيها أمامهم، وأنكّم سترحّب بهم بسخاء وحرّيّة كإخوة وأخوات".

وأعرب عن أمله في أن يلقى أولئك الذين يدخلون الكاتدرائيّة السلام والفرح اللذين ينبثقان من حضرة الله و"يشاركون في رجائه الذي لا يُقهر" وهم يرفعون أعينهم نحو الأقبية المتجدّدة المشعّة الآن بالضوء.

في الختام، نقل البابا فرنسيس بركته الرسوليّة للحاضرين في حفل الافتتاح ودعا حماية نوتردام في باريس على الكنيسة في فرنسا وعلى الأمّة الفرنسيّة بأكملها.