لبنان
03 كانون الأول 2024, 07:20

"هي فرصة تاريخيّة لاستعادة دورنا وحضورنا": العميد منير عقيقي

تيلي لوميار/ نورسات
زار وفدٌ من الرابطة المارونيّة برئاسة السفير خليل كرم وضمّ أعضاء المجلس التنفيذي للرابطة، المطران جوزيف معوّض، راعي أبرشيّة زحلة المارونيّة بحضور فاعليّات سياسيّة، ومحافظ البقاع، ونقيب المحرّرين، وفعاليّات ثقافيّة واجتماعيّة وعسكريّة، وكهنة ورجال دين.

 

تحدّث السفير كرم وممّا قال: "نحن اليوم في دار هذه الأبرشيّة لحوار يتناول شؤون الوطن وشجونها وأوضاع الطائفة المارونيّة، إحدى الطوائف الرئيسة المؤسِّسة لدولة لبنان الكبير وللوقوف على آرائكم ومقترحاتكم والتفكير في ما يجب عمله لإنقاذ لبنان وربط المواطن بأرضه وعدم اليأس والسعي إلى أن تكون المرحلة الآتية، مرحلة ولادة جديدة للبنان الذي نطوق إليه جميعنا".

وأردف:" نحييكم ونثني على عملكم الجبّار في رعاياكم بتوجيه من راعي الأبرشيّة الذي يعمل بفاعليّة وصمت وتواضع ونقدّر لكم دوركم في الحفاظ على العيش المشترك والتفاعل الإيجابيّ مع جواركم وتصرّفكم الإنسانيّ الحكيم في هذه الأزمة الخانقة وما تسبّبت به بعد حركة النزوح لأهلنا في المواطنه فأنتم كنتم وما زلتم أبناء أمناء على رسالة الحويّك الذي تحمّل أعباء التحدّي الحضاريّ الذي خاضه بثبات من أجل وطن تعدّديّ قائم على التنوّع والحرّيّة.  

تولي الرابطة المارونيّة اهتمامًا خاصًّا للأبرشيّات في المناطق البعيدة عن العاصمة انطلاقًا من حرصها على الحفاظ على الأرض وثباتها وخلق علاقه عضويّة بينهما تولّد فعلًا تجذريًّا عميقًا يتمثّل في استمراريّة البقاء في هذه البقعة اللبنانيّة السخيّة برجالها ونتاجها الزراعيّ والصناعيّ ودورها الخدماتيّ".

وأضاف:"...نطمح إلى حوار شفّاف وصريح نطرح فيه الهواجس ونحدّد المعضلات ونتدارس الحلول في إطار الشراكة والمحبّة بين جمهور الإكليروس المارونيّ والهيئات العلمانيّة في الطائفة من أجل النهوض بها. فمن دون الموارنة لا مسوغ لبقاء لبنان في هويّته الحضاريّة الجامعة التي تكرّس لقاء الأديان السماويّة وتقاطعها على أرض وطن الأرز وتحت ظلاله تنسج ثقافة الحوار المسكونيّ الإنسانيّ ونشرها من أجل العدالة والسلام في العالم".

 

قدّمت المهندسة جوهينه منيّر هيكل، أمينة صندوق الرابطة المارونيّة عرضًا عن التطبيق الإلكترونيّ للرابطة الذي يبثّ حاليًّا باللغتين العربيّة والإنجليزيّة، وقد نال موافقة البطريرك المارونيّ الذي تمنّى أن يشكّل موسوعةً مارونيّة. يتضمّن هذا التطبيق المعلومات كلّها عن تاريخ الطائفة المارونيّة وأبرشيّاتها ومؤسّساتها، والرابطة المارونيّة ونشاطاتها.

كما أشار العميد منير عقيقي، عضو المجلس التنفيذيّ للرابطة في كلمته قائلًا 'المطلوب إعادة تعريف لذاتنا، انطلاقا من ديننا وتاريخنا ودورنا. فالمارونيّ نسي أنّه صاحب الأرض التي داستها أقدام السيّد المسيح منذ ما يقارب ألفَي سنة، وعلينا أن نفتخر بتاريخنا ونتّعظ من إخفاقاتنا ونستخلص منها ما يجب تصحيحه"....فالمسار الذي تسير عليه الطائفة لا يبشّر بالخير.

لهذا السبب أرى أنْ من الضروريّ أن نضع عنوانًا ننطلق منه لنحدّد حقيقة ماذا نريد، لأنْ، أمام التطوّرات في المنطقة، ورسم الخرائط السياسيّة والاقتصاديّة والديموغرافيّة وحتّى ربّما الجغرافيّة، يبقى السؤال: أين نحن الموارنة؟ هل لدى الموارنة وجهة نظر مشتركة للحاضر قبل المستقبل؟ هل نعرف ماذا نريد؟

ما أريد قوله هو أنْ لا يجب أن نتأخّر ككنيسة واحدة، وكرابطة مارونيّة عن الجواب على هذه الاسئلة لنحافظ على أرض المسيح. الموارنة الذين أسّسوا لبنان، هل يجوز بعد قرن أن يتنكّروا لدورهم؟ أين نحن اليوم من دورنا...إنّها فرصة تاريخيّة لاستعادة دورنا وحضورنا".